08:03 م
الثلاثاء 29 يوليو 2025
كتب – محمد القرش:
في شمال الصعيد وتحديدا بمحافظة الفيوم الشهيرة بالسواقي والواحات الطبيعية، يكافح كريم سعيد اللاعب السابق لنادي مصر المقاصة، ظروف الحياة الطاحنة أملا في الوصول إلى حلم كرة القدم.
ويروي كريم “لمصراوي” أنه بدأ كرة القدم كالكثير من الأطفال داخل ساحات المدارس والشوارع، إلى أن التحق بناشئي فريق نادي مصر المقاصة الذي يقع في مسقط رأسه الفيوم.
لم يعرف صاحب الـ24 عاما طعم الرفاهية، إذ عمل في الكثير من المجالات منذ أن كان صغيرا، ملتحقا بمحلات المأكولات السريعة والعصائر والملابس، بجانب ورش الرخام حرفته الأساسية.
ويؤكد كريم في روايته أنه غير ملزم بالمشاركة في مصاريف المنزل، لكنه كرجل أوجب على نفسه العمل والمشاركة في مصاريف المنزل من أجل مساعدة والده الذي يعول 6 أفراد.
دائما ما يواجه كريم أزمة في عمله بجانب كرة القدم، حيث من الصعب العثور على صاحب عمل يقبل بتعيين فرد بدوام جزئي وغير منتظم أسبوعيا أو شهريا.
وسبق أن رفض اللاعب أحد الأندية الكبيرة في القاهرة بسبب صعوبة السفر من الفيوم يوميا بجانب عمله خارج الساحرة المستديرة.
وعن الأزمة الأصعب في مسيرته، قال كريم عندما تعرض والده لحادث سير منذ فترة، وهو ما وضعه أمام “المدفع” إذ أصبح ملزما بمصاريف المنزل كاملة حاملا على عاتقه علاج والده الذي طالما ما سعى إلى تحقيق حلم نجله.
وخلال تلك الأزمة، سافر كريم إلى القاهرة من أجل العثور على عمل براتب يكفل ويغطي مصاريف المنزل، حيث اشترى دراجة نارية بـ “التقسيط”، وعمل 16 ساعة يوميا لتوفير المال الكافي.
وعن تفاصيل يومه، يستيقظ كريم صباحا للحاق بتمرين كرة القدم بالنادي، ثم الاتجاه إلى العمل مباشرة دون راحة، وصولا إلى سريره الواقع في المنزل والذي يستقله لمدة 4 ساعات قبل أن يتوجه إلى التمرين مرة أخرى.
وفي الحياة، يقدم كريم كل ما في وسعه أملا في تحقيق حلمه بكرة القدم، ومساعدة أسرته التي دائما ما وقت بجانبه منذ أن كان صغيرا.