09:10 م
الأربعاء 30 يوليو 2025
كتب – نهى خورشيد
مع بداية الحرب في أفغانستان، والأحداث السياسية التي أثرت على حياة أغلب المقامين في ذلك الوقت رأت نادية نديم الطفلة الصغيرة، أن حياتها أوشكت على الانتهاء رغم امتلاكها حلماً وقدرة على تحقيق نجاحات كبيرة.
ومع وفاة والدها خلال الحرب، اضطرت للهروب من وطنها وهي طفلة، لتفتح لنفسها طريقاً في مجال كرة القدم أثناء إقامتها في مخيم اللاجئين في الدنمارك،، حتى تصبح اليوم أول لاعبة وُلدت خارج الدنمارك تمثّل منتخبها الوطني، بجانب شهرتها في أكبر الأندية العالمية بأوروبا.
ويسرد مصراوي في السطور التالية قصة نادية نديم من مخيم اللاجئين وصولاً إلى كبار الأندية العالمية..
ولدت نادية نديم في مدينة هيرات الأفغانية في 2 يناير 1988، وكانت واحدة من بين خمس شقيقات في عائلة والدها ضابط في الجيش الوطني الأفغاني.
وبعد اغتياله خلال الحرب اضطرت والدة نادية الهروب مع بناتها إلى خارج البلاد، ليعبروا براً إلى باكستان بمساعدة مهرب واستخدام جوازات سفر مزيفة للوصول إلى إيطاليا، قبل أن يختبئن في شاحنة لتنتهي رحلتهن بالصدفة في الدنمارك، بعد أن كن ينوين التوجّه إلى بريطانيا.
في مركز لجوء بمدينة ألبورج شمال الدنمارك، لفت نظر نادية ملعب مجاور للمركز كانت تلعب فيه فتيات كرة القدم، رغم منع النساء في أفغانستان من ممارسة الرياضة، إلا أنها وجدت في هذه اللعبة حلم تسعى لتحقيقه.
بدأت نادية اللعب في عمر الـ11 بصفوف فريق B52 في ألبورج ومع تألقها السريع في كرة القدم وحصولها على الجنسية الدنماركية عام 2008، اصطدمت بلوائح الاتحاد الدولي التي تشترط الإقامة لخمس سنوات قبل الانضمام إلى المنتخب الوطني.
ورغم أنها عاشت في الدنمارك منذ عام 2000، لم يسمح لها بالتقدم بطلب الجنسية حتى بلوغها سن الـ18 عاماً، لكن الاتحاد الدنماركي تقدّم بطلب استثنائي بسبب موهبتها الكبيرة ليتم الموافقة عليه، وتتحول حياة نادية في 2009 وتخرج أمام الجماهير كأول لاعبة من الجنسين وُلدت خارج البلاد تمثل الدنمارك دولياً
حققت ناديا نديم نجاحاً باهراً في الملاعب، إذ لعبت في الولايات المتحدة مع نادي بورتلاند ثورنز وفازت معهم بدرع الدوري الأمريكي للمحترفات، قبل أن تنتقل إلى صفوف مانشستر سيتي الإنجليزي، ومنه إلى باريس سان جيرمان بجانب تمثيلها صفوف ميلان الإيطالي في 2024.
على الصعيد الدولي، شاركت مع منتخب الدنمارك في 108 مباراة رسمية، سجلت خلالها 38 هدفاً، كانت آخر مشاركتها في بطولة اليورو الأخيرة التي توج بها منتخب إنجلترا للسيدات قبل أيام.
لم يتوقف طموح نادية عند كرة القدم فحسب، بل نجحت في استكمال مسيرتها التعليمية ودرست الطب في جامعة آرهوس، حتى أصبحت جراحة تجميلية، كما تتحدث 11 لغة بطلاقة وجاءت على رأس قائمة فوربس لأقوى النساء في الرياضة الدولية
وفي عام 2019، أصبحت نادية سفيرة لدى مجلس اللاجئين الدنماركي “DRC”، وزارت مخيم كاكوما للاجئين في كينيا، ولعبت كرة القدم مع فرق نسائية محلية.