كتب : نهي خورشيد
09:39 م
10/10/2025
حوار- نهى خورشيد:
في شوارع مدينة تور وسط فرنسا، ترك طفل صغير دراسته من أجل تحقيق حلمه الوحيد، وهو أن يصبح لاعباً محترفاً في كبار أندية العالم، مع دعم عائلته الكبيرة له وجد نفسه أمام جماهير الساحرة المستديرة
وأجرى مصراوي حواراً مع ستيفان دالما عن طفولته ورحلته بين باريس وميلان ولندن، بالإضافة إلى الجانب الشخصي في حياته.
وفيما يلي أسئلة الحوار..
حدّثني عن طفولتك و بداياتك مع كرة القدم؟
وُلدتُ في مدينة تور وسط فرنسا، وعشتُ طفولة هادئة مع أبٍ يعمل في المصنع، كانت حياتنا بسيطة، وكرة القدم جاءتني بشكل طبيعي في الشارع مع الأصدقاء، كل يوم بعد المدرسة.
كيف كان رأى عائلتك بشأن ممارسة كرة القدم؟ من كان أكبر داعم لك؟
لقد تقبلوا الأمر طالما كنتُ سعيداً، فهذا كان الأهم بالنسبة لهم، لم يكن أحد ضد ذلك، وعائلتي كانت داعماً لي طوال مسيرتي في عالم الساحرة المستديرة.
بدأت مسيرتك مع نادي شاتورو عام 1997 قبل أن تنتقل إلى لانس، كيف تمت مقارنتك بزين الدين زيدان؟
لا، إطلاقاً لا أعتقد أن الناس قارنوني بزيدان، فقط كنت موهوباً، وكان ذلك مصدر سعادة لي، بعد ذلك لم تمنعني المقارنات من أن أبدأ مسيرتي الكروية بشكل جيد.
حققت مع لانس لقب كأس الرابطة الفرنسية في موسم 1998-1999، ما هي الذكرى الأبرز في ذلك الوقت؟
كانت تلك الانتصارات مذهلة، وأكثر ما كان مميزاً هو أننا نجحنا في جعل جماهير لانس فخورين وسعداء، مع أجواء جنونية في استاد فرنسا، ثم في اليوم التالي في ملعب لانس أمام 40 ألف متفرج في حالة هيستيريا من الفرح.
انتقالك إلى أولمبيك مارسيليا خلاف التوقعات، خاصة بعد تغيير مركزك، حدثنا عن ذلك؟
لا، أعتقد أن إقالة رولان كوربيس من منصبه أثّرت على الفريق كثيراً، إذ أدت إلى تغيير كل ما بناه كوربيس، ومن وجهة نظر شخصية، أرى أن موسمي كان جيداً دون أن أكون فخوراً بذلك زيادة عن اللزوم، لكن اضطررت للمغادرة لأسباب مالية تخص النادي، وإلا كنت سأبقى في مارسيليا.
كيف تصف تجربتك داخل غرفة ملابس باريس سان جيرمان مع هذا الجيل؟
كانت الأجواء رائعة للغاية، لكن النادي غيّر فلسفته، ولاعبون مثل بن عربية وروبير كريستيان لم يتقبلوا كثيراً قدوم لاعبين شباب مثلي ومثل لوكين وأنيلكا، كما أن تغيير المدرب ووصول لويس فرنانديز لم يساعد أيضاً في التأقلم بشكل كافي.
ما الذي منعك من التألق في إيطاليا رفقة الإنتر؟
على العكس تماماً، لا أعتبرها تجربة فاشلة صحيح أنني لم أفز بأي شيء هناك، لكن وسط كل هؤلاء اللاعبين الكبار استطعت أن أجد لنفسي مكاناً بين الفريق، لقد تم اختياري أفضل لاعب في إنتر ميلان في موسمي الأول، لكن الصحفيين لم يسلّطوا الضوء على ذلك أبدًا.
الاعتراف الحقيقي جاء من اللاعبين والجماهير بعد 25 عاماً، عندما أزور ملعب ميلانو، ما زال الناس سعداء برؤيتي، وهذا دليل على أنني تركت بصمة.
بجانب ذلك، أوقفتني الإصابات عن المشاركة مما جعلني غير منتظم، لذلك لا أوافق على القول بأنها كانت تجربة فاشلة.
كيف تفسّر التناقض بين رأي الجمهور ورأي المدربين خلال فترة تمثيلك لتوتنهام؟
كانت تجربة توتنهام على سبيل الإعارة، وأحببت كرة القدم الإنجليزية، لكن المشكلة في تلك السنة أنني لم أكن مقبولاً بشكل شخصي من اللاعبين البريطانيين.
كما كان هناك انقسام واضح بين اللاعبين الأجانب من جهة والإنجليز من جهة أخرى، وأنا في ذلك الوقت كنت قادماً من إنتر ميلان، فحدث تغييراً جذرياً، ولذلك لم تسر الأمور كما يجب.
هل تعتقد أن الإصابات حرمتك من النجاح مع تولز؟
كانت تجربة جيدة للغاية، لكنها لم تكن مع النادي المناسب لم يكن ينبغي أبداً أن أذهب إلى هناك، لأنها كانت فترة معقدة في مسيرتي الكروية.
احكي لنا تجربة اللعب بجانب شقيقك في فريق واحد؟
نعم، كنت في نهاية مسيرتي وكل شيء يسير بشكل مقبول إلى حد ما، باستثناء الفترة الأخيرة، الانتقال من فرنسا إلى إنتر ميلان مع دومينيك لم ينجح، كما حدث مع سيباستيان فري وبيتر لوكين.
إلى أي مدى أثّرت كرة القدم على حياتكم العائلية؟
إخوتي أرادوا أن يفعلوا مثلي، لقد كنت قدوة لهم، وبالفعل لعب مارس شقيقي أيضاً كرة القدم.
هل هناك مباراة دولية تعتبرها الأهم أو الأصعب في مسيرتك مع فرنسا؟
ضد إيطاليا، قبل الذهاب إلى دورة الألعاب الأولمبية في سيدني، تم إقصائنا في الدقيقة الأخيرة من ركلة حرة نفذها ميركو، شعرت في ذلك الوقت بخيبة أمل وحزن.
كيف أثرت كرة القدم على قرار الزواج والإنجاب؟
نعم، كانت الأمور معقدة جداً، ولهذا السبب بقيت عازباً طوال مسيرتي ولم أنجب أطفالاً.
الآن تشغل عائلتي جزءاً كبيراً من حياتي، لدي زوجة وابن رائع، حياتي هي هم، وسعادتي في رؤيتهم سعداء وبصحة جيدة.
كيف ترى الفروقات بين كرة القدم في جيلك وكرة القدم اليوم؟
كرة القدم تطورت كثيراً عن الماضي اللاعبون اليوم، منذ صغرهم، يمتلكون بنى تحتية مذهلة، وأشخاصًا كُثُرًا يحيطون بهم لتطويرهم بشكل مستمر، بحيث لا يفكرون إلا في كرة القدم.
برأيك، هل اللاعبون الحاليون أكثر حظاً من الأجيال الماضية؟
نعم، هذه هي طبيعة تطور الحياة.
من هم اللاعبون الحاليون الذين تعجبك طريقة لعبهم وتشعر أنهم يشبهون أسلوبك في الملعب؟
في الحقيقة، لا يوجد.
هل ستفكر في خوض تجربة بمجال التدريب؟
نعم، ولم لا؟ أنا مرتاح في حياتي الحالية، لكن إذا عرض عليّ أحد الأندية خدماته فسأدرس الأمر.
بعيداً عن كرة القدم، كيف كانت حياتك التعليمية؟
تركت المدرسة في سن السادسة عشرة، لأنني كنت واثقاً أنني سأصبح لاعب محترف في المستقبل.
ما هي أجمل وأسوأ لحظة عشتها في مسيرتك الكروية؟
أجمل لحظة كانت تسجيلي هدفي الأول مع إنتر ميلان ضد فيورنتينا في ملعب سان سيرو، عندما أحرزت هدفاً أمام tifosi “وهم المشجعين الإيطاليين الأصليين”، كنت أشعر أنني على السحاب.
أما أسوأ لحظة فكانت رحيلي عن إنتر ميلان، لأن الأمور لم تعد على ما يرام مع المدرب هيكتور كوبر.
ما النصيحة التي توجهها للاعبين؟
اعملوا بجد، واستمعوا إلى الكبار، واجعلوا عقولكم تفكر فقط في كرة القدم.