04:58 م
الجمعة 24 يناير 2025
كتبت-هند عواد:
في بداية الألفينات وبالتحديد بحي المعادي في القاهرة، قرر طفل من أبناء الطبقة المتوسطة أن يسلك الطريق الصعب، وهو كرة القدم، اللعبة التي اشتهرت في شوارع الأحياء الفقيرة، وعانى عظمائها من الفقر في صغرهم، مثل أسطورة الأرجنتين دييجو مارادونا.
عمر خالد مرموش صاحب الـ25 عاما (7 فبراير 1999)، ولد بمحافظة القاهرة وكان أحد طلاب المدرسة الأمريكية الدولية في مصر، حيث بداية رحلتها في كرة القدم. نجم منتخب مصر الحالي لم تكن بداية مسيرته بصعوبة محمد صلاح لاعب ليفربول، لكنه كان يعشق كرة القدم، وصمم على الاستمرار فيها، مع حلم وحيد وهو الاحتراف.
وجمع عمر مرموش بين التفوق في الدراسة ولعب كرة القدم، فلم تكن اللعبة مجرد ممارسة لتضييع الوقت، وانضم هذا الطفل إلى أكاديمية أرسنال في نادي وادي دجلة، ومن ثم إلى صفوف الناشئين وكان يشارك مع فريق 98، حتى تم تكوين فريق 99، الذي يشارك في بطولة منطقة القاهرة.
متولي محمد كان أحد المدربين الشاهدين على مسيرة عمر مرموش، فهو من تدربه في الناشئين، حتى أنه كان يدربه بشكل خاص بعد انتهاء الدوام الدراسي، مثلما روى لمصراوي، وقال متولي: “عمر مرموش موهوب منذ طفولة وهذا كان ظاهر عليه، عقلية مختلفة، والبيئة التي ولد فيها ساعدته كثيرا وكان لها تأثير على شخصيته”.
وفي بطولة منطقة القاهرة، سجل عمر مرموش 44 هدفا، منهم ثلاثية في الأهلي وهليوبلس “هاتريك”، ومع الأداء المتميز الذي ظهر به، تم تصعيده إلى الفريق الأول بقيادة باتريس كارتيرون، والانضمام إلى منتخب مصر للشباب.
ومع المستوى الذي ظهر به عمر مرموش، جذب إليه الأنظار، ويقول متولي: “الأهلي كان يريد ضم مرموش، لكنه أراد الاحتراف، حتى أنه كان يريد تغيير مركزه من الجناح إلى المهاجم الصريح، لأنه كان قلقا من رمضان صبحي الذي يلعب في مركز الظهير الأيسر في منتخب مصر”.
وتحققت أمنية مرموش عندما رآه أحد كشافة فولفسبورج الألماني، وبالفعل انضم إلى الفريق، ولم تكن رحلة احترافه بهذه السهولة، فمثلما قال في تصريحات تلفزيونية، إن الأمر ليس كرة فقط، إنما تأقلم ولغة واغتراب.
ولم يكن أول موسمين لعمر مرموش بنفس قدر طموحاته، فتعرض لإصابتين وتم استبعاده من أكثر من لقاء، كذلك منتخب مصر الأولمبي، ومع نهاية موسم 2019، عاد مرموش من جديد وسجل هاتريك، ليتم تصعيده إلى الفريق الأول.
وكانت المشاركة بشكل أساسي هدف مرموش صاحب العقلية المختلفة، لهذا اختار الخروج على سبيل الإعارة، إلى نادي سانت بولي في دوري الدرجة الثانية الألماني، وبالفعل شارك وفي ثاني لقاء له، سجل هدفا من 7 أهداف أنهى بها الموسم، ومعه بدأت رحلته مع منتخب مصر الأول وشارك في مباراة ليبيا بقيادة كيروش وسجل هدفا.
وفي موسم 2021-2022، عاد عمر مرموش إلى فولفسبورج وخرج إعارة مرة أخرى ولكن لفريق شتوتجارت، لكنه لم يقدم المستوى المتوقع، وسجل 3 أهداف خلال 21 مباراة، وساهم في 5 آخرين، ليعود مرة أخرى إلى فولفسبورج.
ومثلما وصف متولي محمد شخصية عمر مرموش، شخص طموح رفض ترك حلمه، وتمسك باستمرار رحلته الاحترافية، وفي صيف 2023، بدأت فصل جديد في مسيرة عمر مرموش بالانضمام إلى آينتراخت فرانكفورت، وعلى الرغم من أن ظهوره الأول لم يكن مثل أدائه في الموسم الأخير.
إلا أن عمر مرموش، طور من مهارته الفردية، خاصة دقة التسديد، وتمكن من تسجيل 17 هدفا، وفي الموسم الثاني كان نقطة التحويل في مسيرة مرموش، الذي سجل 3 أهداف من فاولات في 3 مباريات متتالية، الإنجاز الذي كان أسطورة الأرجنتين ليونيل ميسي آخر من حققه.
وأثنى متولي محمد على أداء عمر مرموش، وقال لمصراوي: “عمر مرموش يعشق رونالدو وأصبح يتميز بسرعة ممتاز وتحولات غير طبيعية، كما أن اختراقه لمنطقة الجزاء بات واضحا ورؤيته الممتازة التي ستكون ظاهرة مع مانشستر سيتي”.
عمر مرموش الذي كان يريد تغيير مركزه بسبب رمضان صبحي، أصبح أول لاعب مصري ينضم إلى مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي، بأحلام الطفولة التي تمناها في حي المعادي، سيكون مرموش ضمن قائمة الفريق في مواجهة تشيلسي غدا.