موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

ناصر الشاذلي لمصراوي: الأولمبي الأعظم في الشرق الأوسط.. وشعبيته الكروية تراجعت بسبب الموارد

0 0



07:20 م


الجمعة 16 مايو 2025

حوار- نهى خورشيد

ورث ناصر الشاذلي رئيس مجلس إدارة النادي الأولمبي، حب وعشق ناديه وكذلك رياضة السباحة عن والده، وهو ما يسعى لغرسه أيضاً في أبنائه من أجل استكمال مسيرته المشرفة. وخلال زيارة “مصراوي” للنادي الأولمبي، تحدث لنا ناصر عن مشواره سريعاً قبل تولي رئاسة مجلس الإدارة، كما كشف لنا عن سبب تراجع منظومة كرة القدم واختفاء الجيل الذهبي.

وفيما يلي أسئلة الحوار..

في البداية، متى تأسس نادي الأولمبي؟

في البداية، أهلاً ومرحباً بكم في النادي الأولمبي، أحد أعرق الأندية المصرية، الذي يمتد تاريخه لأكثر من 118 عاماً منذ تأسيسه عام 1905، حقق هذا النادي إنجازات كبيرة لمصر، وخرجت منه أجيال متميزة في العديد من الألعاب، وخاصة في كرة القدم والألعاب الفردية.

يُعتبر النادي الأولمبي أعظم نادٍ في الشرق الأوسط وأفريقيا، فهو يحمل تاريخاً حافلاً بعدد كبير من الميداليات الأولمبية، والتي تقرب من ثلث عدد الميداليات التي حققتها مصر في الألعاب الأولمبية، هذا الرقم لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج لمجهود كبير وتاريخ طويل من العمل المتواصل.

نمتلك الخبرة والموهبة اللازمة لإخراج الأبطال، رغم أن وجودهم في الفترة الأخيرة قد يكون أمراً صعباً، ولكننا نعمل باستمرار في البحث عنهم، على مدار 100 عام من التجارب، حققنا 9 ميداليات، ونعد الشعب المصري بأننا سنواصل في تحقيق النجاح، ومن الناحية الشخصية فأنا فخور للغاية برئاستي لهذا النادي.

ما هي قصتك مع النادي الأولمبي بجانب مشوارك في السباحة؟

قصتي بدأت عندما كنت لاعباً من أبطال الأولمبي منذ صغري، ووالدي كان أحد نجوم السباحة في الستينيات، حيث حقق إنجازات كبيرة لمصر، بما في ذلك 5 بطولات عالمية متتالية.
نشأت في أسرة رياضية، وكان والدي من المدربين الذين أعدوا القوات التي دمرت ميناء إيلات، لذلك كان لدي شعوراً وطنياً منذ الصغر.

بدأت السباحة في سن الرابعة أو الخامسة، وكان والدي حاضراً في معسكرات منتخب مصر، وتطور وقتها عشقي للمياه وتعلمت السباحة وشاركت في البطولات، ورغم أنني كنت بطلاً في السباحة القصيرة، كان حلمي دائماً أن أحقق إنجازاً كبيراً في السباحة الطويلة كما فعل والدي.

تحولت مسيرتي من السباحة القصيرة إلى الطويلة في سن مبكرة، وهو ما ساعدني فيه والدي الذي كان مدرباً لمنتخب مصر في ذلك الوقت. بدأت ممارسة السباحة الطويلة، وكان ذلك تحولاً كبيرًا لي، عندما شاركت في البطولات العالمية.

وكانت المرة الأولى التي يشاهد فيها الجمهور سباحًا صغيراً يشارك في بطولة عالمية، حيث خضت سباقًا من جزيرة كابري إلى نابولي وحققت البطولة الأولى لي.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل حققت أيضًا رقمًا قياسيًا عالميًا في عبور بحر المانش، وكان عمري حينها 15 عامًا.
هذا الإنجاز لم يكن مجرد عبور للمانش فحسب، بل غيّر مفهوم السباحة الطويلة لدى كثيرين في دول عديدة، بفضل مشاركاتي في بطولات المحترفين في دول مثل؛(بلجيكا، الأرجنتين، كندا، والبرازيل)، الأرجنتين، كندا، والبرازيل، نافست سباحين من طراز عالمي، وحققت نتائج مشرفة لمصر.

حصلت على بطولة العالم ثلاث مرات في المركز الأول، وثلاث مرات في المركز الثاني، وحققت المركز الثالث خمس مرات.
خلال الفترة بين عامي 1972 و1976، كنت من أساطير السباحة الطويلة، باعتباري ثالث بطل لأبطال العالم في هذا المجال، يعتبر هذا الإنجاز استثنائيًا، خاصةً في وقت كان فيه معظم الأبطال من المتوجين بأولمبياد مونتريال 1976.
على الصعيد الدولي، بدأت رحلتي مع منتخب مصر في سن 14، وحققت إنجازات كبيرة؛ وتقديراً لذلك، حصلت على وسام الرياضة ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى من الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، وهو بمثابة شرف كبير لي.
تنقلت بين عدة مجالات قبل رئاسة النادي، كنت عضوًا في مجلس إدارة اتحاد السباحة في الفترة من 1997 إلى 2001، ثم شغلت منصب أمين صندوق الاتحاد في دورتين؛ الأولى في عام 2006، والثانية في عام 2010، لكن انقطع عملي في الاتحاد بسبب سفري إلى الخارج، بالإضافة إلى دوري كنائب رئيس اتحاد الغوص والإنقاذ، وأستطيع أن أقول إن هذه السنوات كانت مليئة بالتحديات والنجاحات.
أسهمت السباحة بشكل كبير في بناء اسمي واستكمال مسيرة والدي، بعد ذلك، بدأت حياتي الإدارية إلى جانب حياتي الشخصية، حيث كان معظم عملي في البداية مع الأولمبي تطوعيًا، سواء في الاتحادات الرياضية أو الأندية.

وشغلت منصب أمين صندوق النادي الأولمبي لمدة 8 سنوات متتالية، من عام 1998 إلى 2006، بعد ذلك، سافرت إلى الخارج لفترة طويلة، وعندما عدت من لندن بعد عشر سنوات، كان أول شيء يخطر على بالي هو تحقيق حلمي بأن أكون مسؤولًا في النادي، قررت خوض التجربة، وبفضل الله، حالفني النجاح.
أنا أُعتبر نفسي من محبي الأولمبي، لأن له فضلًا كبيرًا عليّ في بناء اسمي وشهرتي؛ لذلك شعرت بواجب رد الجميل لهذا النادي لذلك كنت أحرص على تقديم إنجازات ملموسة.

بالفعل حققت الكثير من التغييرات، وما زال هناك بعض الأمور التي نسعى لاستكمالها قبل انتهاء هذه الدورة، حتى يشعر الأعضاء أنني قدمت شيئًا ملموسًا للنادي خلال السنوات الثلاث التي قضيتها في إدارته.
أنجبت اثنين من الأبطال في السباحة القصيرة، وقد حصلا على شهاداتهما بعد دراستهما في الخارج، ولديّ الآن أحفاد، وأنا سعيد بحياتي وبالإنجازات التي حققتها.

ما هو الهدف الذي تسعى لتحقيقه خلال ولايتك للأولمبي؟

أعتبر النادي الأولمبي جزءاً أساسياً من هويتي، أعمل حالياً على تقديم إنجازات جديدة له، وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، حققنا تغييرات إيجابية، وهناك المزيد من العمل نسعى لانجازه قبل انتهاء الدورة الحالية.

ما سبب تراجع منظومة كرة القدم في النادي الأولمبي؟

بالرغم من أن النادي الأولمبي أخرج العديد من النجوم في كرة القدم، إلا أن شعبيته تراجعت لصالح أندية مثل الاتحاد وسموحة في الإسكندرية.
يتطلب الأمر منا دراسة الأسباب وراء هذا التراجع، والتي تتضمن؛ قلة الدعم والموارد، تجديد الخطط والاستراتيجيات في إدارة الفريق.
في الحقيقة، لا يمكننا القول إننا نعيش في عصر احترافي لكرة القدم، بل هو تطور طبيعي في الحياة، فقد كنا نعتمد سابقًا على أبناء النادي وقطاع الناشئين، ولكن من لا يستطيع مواكبة هذا التطور لن يتمكن من المنافسة.
كما أن المواهب أصبحت نادرة في جميع المجالات، بما في ذلك كرة القدم، نحن نشاهد منتخب مصر يعاني في العثور على لاعب في مركز الظهير الأيسر أو مهاجم لتعويض مصطفى محمد، وهو ما يعكس ندرة المواهب في مصر بشكل عام.

لقد وضعنا قاعدة وسياسة جديدة، منها تطوير قطاع الناشئين، هذا العام لدينا حوالي 14 لاعبًا من مواليد 2003 و2004 و2007 سيتم ضمهم للفريق الأول، وذلك ضمن خطتنا لإحداث تغيير جذري في تشكيل الفريق بنسبة 50%.

ما هو الهدف الأساسي لاستعادة نجومية فريق كرة القدم؟

هدفنا الأساسي هو أن يكون 90% من الفريق من أبناء النادي، لكن هذه العملية لا تحدث بين ليلة وضحاها، بل تستغرق سنوات عديدة.
لدينا لاعبون ومدربون كبار يبذلون جهودًا كبيرة مع العناصر الموجودة، وأتمنى أن يساعدنا كل ما سنقدمه هذا العام للعودة والصعود إلى دوري القسم الثاني “دوري المحترفين”.
الموسم الماضي، لم نكن محظوظين وحققنا المركز الثاني بدوري القسم الثالث، وأعتقد أن هذا العام المركز الأول سيكون قريبًا منا.

ما هي التحديات التي تواجه منظومة الكرة بالنادي الأولمبي؟

وجود النادي الأولمبي في الدوري الممتاز يمثل تحديًا كبيرًا بسبب الميزانية والأرقام الخرافية التي نسمع عنها في الوقت الحالي، يجب أن نكون واقعيين بشأن قدراتنا، هناك أندية تنفق 150 مليون جنيه في الموسم ولا تستطيع البقاء في الدوري الممتاز، وهذه المبالغ كبيرة للغاية بالنسبة لنا.
ميزانية النادي ليست كبيرة، وتقدر بحوالي 50 مليون جنيه لكافة الألعاب وليس كرة القدم فقط.
فيما يتعلق بالدوري الذي نشارك فيه، وهو الدرجة الثالثة، فنحن نملك أعلى ميزانية بهذا القسم ونصرف حوالي 14 مليون جنيه، وهو مبلغ لا تضعه الأندية الأخرى.

للتمكن من الاستمرار والصعود إلي دوري المحترفين، نحن بحاجة إلى 25 مليون جنيه، أي ضعف المبلغ الحالي، وحاليًا نعمل على تحقيق هذا الهدف حتى نتمكن من تحقيق هدفنا وعدم الهبوط مرة أخرى.

هل تسعون إلى وجود فكر تدريبي جديد مع مدير فني معين؟

بالنسبة للرؤية الفنية، نسعى لتكوين جهاز فني مستقر، وتعاقدنا مع جهاز فني بقيادة أحمد سمير منذ الموسم الماضي، أصبح يعرف إمكانيات النادي، وهذا ما لم يكن موجودًا من قبل ولم نحدد مستقبله حتى الآن، وأتوقع أن نجني ثمار هذا التعاون بين المدرب واللاعبين الجدد الذين انضموا لنا بناءً على احتياجاتنا. رحل أحمد سمير بعد إجراء الحوار

كيف ترى سيطرة أندية الشركات في مصر؟

أرى أن التطور الطبيعي لكرة القدم يتطلب التعامل مع أندية الشركات التي أصبحت تهيمن على الأندية الجماهيرية.
كان من المفترض أن تدخل الشركات كشريك للأندية، لكن للأسف، سعت للدخول بمفردها؛ مما أدى إلى اختفاء العديد من الأندية الجماهيرية مثل الترسانة والأولمبي، وبعض الأندية الأخرى التي تعاني في الوقت الحالي مثل الإسماعيلي والاتحاد السكندري.

ستظل الأندية الشعبية تواجه مشاكل في التمويل، بسبب اعتمادها بشكل أساسي على اشتراكات الأعضاء، مما يجعل من الضروري أن يكون لدى النادي موارد واضحة وعائدات مستقرة لمواكبة التطورات.

اليوم، لم يعد مليون جنيه كافيًا للحصول على لاعب مميز، أطمح أن تقدم الدولة دعمًا للأندية الجماهيرية من خلال دخول بعض الشركات كشركاء فقط وليس مسؤولين، وأعتقد أن هذه هي الحلول المناسبة، لأن كرة القدم للجماهير.
في حالة اختفاء جميع الأندية الجماهيرية من الدوري المصري، فلن نجد جمهورًا حتى لو تم فتح المدرجات، لأن الجمهور لن يشجع الأندية إذا لم تتواجد ضمن المسابقة فلن يتجهوا إلى الفرق المكونة من قبل الشركات ولا تمتلك تاريخاً، هذه النقطة هي ما آمل في تحقيقه لإحداث شكل جديد لكرة القدم في مصر.

اضف تعليق