10:23 م
الأربعاء 10 سبتمبر 2025
كتب – محمد عبد السلام:
في عالم يمتلئ بالنجوم والنجومية، قليلون هم من يعيشون قصص حب حقيقية تشبه الحكايات، لكن قصة ليونيل ميسي وأنتونيلا روكوزو ليست مجرد قصة بل أسطورة حب نسجتها السنوات، وكتبتها الحياة سطرًا بسطر.
بدأت الحكاية في روزاريو، المدينة الأرجنتينية الهادئة، حيث التقى الطفل الصغير ميسي بحب حياته، ابنة عم صديقه المقرب لوكاس سكاليا، لم يكن يدرك حينها أن الفتاة ذات العيون اللامعة ستكون يومًا ما زوجته وأم أطفاله.
لكن القدر كان لديه خطط أخرى، ففي سن الحادية عشرة، غادر ميسي إلى إسبانيا ليبدأ رحلة حلمه مع نادي برشلونة، كان الوداع صامتًا، والقلوب معلقة، والطفلان افترقا دون وعد، لكن الحب بقي هناك في القلب، ينتظر لحظة العودة.
سنوات طويلة مرت، لمع خلالها نجم ميسي في سماء كرة القدم، فسجل 672 هدفًا، وحقق 27 بطولة كبرى مع برشلونة، وأصبح أيقونة عالمية، لكن قلبه ظل هناك، في روزاريو، حيث أنتونيلا تتابع أخباره من بعيد.
ثم جاء اليوم الذي أعاد الحكاية للحياة، فقدت أنتونيلا أعز صديقاتها في حادث مأساوي، وحين علم ميسي، لم يتردد لحظة، حجز أول طائرة إلى الأرجنتين ليكون بجوارها، لا كنجم، بل كصديق الطفولة الذي عاد ليواسي قلبًا حزينًا.
في تلك اللحظة، عاد كل شيء، الحنين، والمشاعر، والذكريات، قررت أنتونيلا أن تترك كل شيء وتنضم إليه في إسبانيا، أعاد الحب بناء نفسه، هذه المرة أقوى، رغم المسافات والاختلافات.
في البداية، أبقيا علاقتهما سرًا، لم تعرف تفاصيلها إلا عندما بلغ ميسي الحادية والعشرين، حين كشفت أنتونيلا لأصدقائها أنها مرتبطة به، في يوليو 2007، وبعد ثلاث سنوات من الحب عن بعد، أعلنا ارتباطهما رسميًا قبل كأس العالم 2010.
ثم، جاء تتويج الحب، في روزاريو، حيث بدأت الحكاية، احتفل الثنائي بزفافهما وسط حضور عائلي وأصدقاء الطفولة، في مشهد أشبه بالقصص الخيالية.
وفي يونيو 2012، كشف ميسي عن المفاجأة: أنتونيلا حامل، وفي نوفمبر من العام نفسه، ولد تياجو، أول أطفالهم، تلاه ماتيو في سبتمبر 2015، ثم تشيرو في مارس 2018.
وفي ديسمبر 2022، وقف ميسي على منصة التتويج، يحمل كأس العالم في قطر، متوجًا مسيرته الأسطورية باللقب الأغلى، لم يكن وحده كانت أنتونيلا هناك، بجواره، وبجواره أيضًا أبناؤه الثلاثة ثمار هذا الحب الذي ولد في روزاريو، وعاش في القلب، ورافقه في كل لحظة من المجد.