مصراوي
قبل نحو 66 مليون عام، اصطدم كويكب ضخم بالأرض بسرعة تقارب 43 ألف كيلومتر في الساعة “27 ألف ميل/ساعة”، ما أدى إلى إنهاء عصر الديناصورات في حدث الانقراض الجماعي الخامس.
وكان عرض الكويكب يقدر بنحو 12 كيلومترا أي بحجم جبل إيفرست تقريبا وسبب طاقة تفوق 8 مليارات مرة قوة القنبلة النووية التي أسقطت في الحرب العالمية الثانية.
أين ذهب الكويكب بعد الاصطدام؟
وبحسب شون جوليك، أستاذ الأبحاث والمدير المشارك لمركز قابلية الأنظمة الكوكبية بجامعة تكساس، تبخر الكويكب عمليا عند الاصطدام، وتحول إلى غبار انتشر في الغلاف الجوي العلوي قبل أن يترسب على الأرض على مدى عقود.
هذا الغبار هو ما شكل ما يعرف اليوم بـ”شذوذ الإيريديوم”، وهي طبقة رقيقة في القشرة الأرضية تركز فيها عنصر الإيريديوم الشائع في الكويكبات والنادر على سطح الأرض بمستويات تفوق 80 ضعفا عن المعتاد، وهو ما ربط العلماء بين هذه الطبقة والكويكب الذي قضى على الديناصورات.
أدلة وشظايا نادرة
القطعة الوحيدة المؤكدة من الكويكب، حتى اليوم، هي شظية بحجم حبة سمسم اكتشفها علماء من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس عام 1998 من لب صخري حفر قبالة سواحل هاواي.
في 2022، أعلنت مجلة “نيتشر” عن العثور على شظايا إضافية، لكن لم يتم تأكيدها بعد بمراجعة الأقران، إذ يأمل العلماء في العثور على قطع أكبر لدراسة الضغوط والحرارة التي تعرض لها الكويكب أثناء الاصطدام.
ترك الكويكب وراءه فوهة هائلة تعرف بـ”تشيكشولوب” في شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك، يبلغ قطرها نحو 180 كيلومترا وعمقها 20 كيلومترا.
معظم الفوهة مغطى اليوم بالصخور والرواسب وتحت مياه خليج المكسيك، لكن أجزاء منها لا تزال ظاهرة من السطح.
هذه الفوهة كانت دليلا حاسما ربط العلماء بين موقع الاصطدام وانقراض الديناصورات عندما اكتشفت عام 1991.
أحدث الاصطدام تسونامي هائلا اجتاح المحيطات بارتفاع وصل إلى عشرات الأمتار وسرعات قاربت 143 كيلومتراً في الساعة، إذ قد تركت هذه الأمواج علامات محفوظة في أعماق خليج المكسيك ولويزيانا.
وتسبب الاصطدام في اندلاع حرائق واسعة، وأمطار حمضية، وسحب حطام حجبت ضوء الشمس لفترات طويلة، ما أدى إلى تبريد الكوكب فيما يشبه “الشتاء النووي” وانهيار السلسلة الغذائية.
ويقدر العلماء أن الكويكب قضى على نحو 75% من الأنواع الحية على الأرض، بما في ذلك معظم الديناصورات غير الطيرية.
ويؤكد آلان هيلدبراند، أحد مكتشفي فوهة تشيكشولوب، أن الطاقة التي أطلقها الاصطدام كانت أشبه بـ”حرب نووية شاملة” تكررت آلاف المرات.