02:22 م
الجمعة 22 أغسطس 2025
وكالات
منذ أن اجتاحت جائحة كوفيد-19 العالم، زاد الحديث حول طبيعة الأمراض المعدية ومدى سرعة انتشارها بين البشر.
ويُستخدم ما يُعرف بـ”معدل التكاثر الأساسي” (R0) كمؤشر لقياس سرعة انتشار العدوى، حيث يوضح عدد الأشخاص الذين يمكن أن يُصابوا من مريض واحد، وبالتالي يعطي صورة واضحة عن مدى خطورة تفشي المرض.
الحصبة
وبحسب تقرير نُشر في موقع The Conversation، تعتبر الحصبة أكثر الأمراض المعدية على الإطلاق، حيث يتراوح معدل انتشارها بين 12 و18، ما يعني أن مريضا واحدا يمكنه، في دورتين فقط من انتقال الفيروس، أن يتسبب في إصابة أكثر من 340 شخصا.
وتكمن خطورة الحصبة في أنها تنتشر عبر جزيئات دقيقة في الهواء، يمكن أن تظل عالقة لساعات بعد سعال أو عطس شخص مصاب، وهو ما يجعل أي فرد غير مطعم عرضة للإصابة حتى لو لم يخالط المريض مباشرة.
وشهدت السنوات الأخيرة عودة ملحوظة للمرض في دول كبرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بسبب تراجع نسب التطعيم نتيجة جائحة كورونا والاضطرابات العالمية وانتشار الشائعات حول اللقاحات.
السعال
يسجل السعال الديكي معدلات مرتفعة للانتشار، بمعدل يتراوح بين 12 و17، وجدري الماء الذي يتراوح بين 10 و12.
كوفيد-19
يختلف معدل انتشار كوفيد-19 حسب السلالة، لكنه يتراوح غالبا بين 8 و12. وعلى الرغم أن الكثير من المرضى يتعافون من هذه الأمراض، إلا أنها قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تشمل الالتهاب الرئوي، التهاب السحايا، نوبات عصبية، العمى، وفي بعض الحالات الوفاة.
السل
يعد السل واحدا من الأمراض ذات معدل الانتشار الأقل لكنه خطير للغاية، إذ يتراوح معدل انتشاره بين أقل من واحد وأربعة، ويعتمد بشكل كبير على ظروف المعيشة والرعاية الصحية.
ورغم بطء انتقاله، إلا أنه يمثل تحديا طبيا ضخما بسبب صعوبة علاجه، إذ يتطلب تناول أربعة مضادات حيوية مختلفة على مدار ستة أشهر على الأقل.
ويُعد السل المقاوم للأدوية أكبر تهديد حاليا، مع تزايد سلالات لا تستجيب للعلاجات التقليدية.
الإيبولا
يُعتبر الإيبولا من الأمراض المميتة رغم معدل انتشاره المحدود (1.5 – 2.5). فالمرض ينتقل عبر التلامس المباشر مع سوائل جسم المريض، ما يجعل نطاق العدوى أضيق، لكن نتائجه الصحية أكثر فتكا.
أما الأمراض ذات معدلات الانتشار المنخفضة جدًا، والتي تقل عن واحد، فتشمل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية “ميرس”، وإنفلونزا الطيور، والجذام.
ورغم أنها أقل قدرة على الانتشار، إلا أن خطورتها تكمن في المضاعفات الحادة التي قد تتركها على المصابين.
ولا تقاس خطورة أي مرض معد فقط بسرعة انتقاله، بل أيضا بمدى تأثيره على صحة المريض وصعوبة السيطرة عليه، لذا لابد من التطعيم ومناعة القطيع كخط دفاع أساسي، ليس فقط لحماية الأفراد، وإنما أيضا لتقليل فرص انتقال العدوى إلى الفئات الأضعف مثل الرضع والحوامل وأصحاب المناعة الضعيفة.