04:03 م
الجمعة 05 سبتمبر 2025
وكالات
تمكن فريق من العلماء من تصنيع ما يعرف باسم الميثانيتيرول، وهو كحول فائق يعتقد أنه لبنة أساسية للحياة، ويتميز بصعوبة اكتشافه واستقراره المحدود.
ويأتي هذا الإنجاز بعد عقود من التكهنات حول إمكانية وجود مثل هذه المركبات في الكون، والتي قد تلعب دورا رئيسيا في تكوين الحياة على كواكب أخرى.
ويتميز الميثانيتيرول بأنه الكحول الوحيد الذي يحتوي على أربع مجموعات من الأكسجين والهيدروجين حول ذرة كربون واحدة، ويُصنف ضمن أحماض الأورثو، التي يُعتقد أنها أساسية في كيمياء الحياة المبكرة.
ومع ذلك، فإن العدد الكبير من الروابط يجعله شديد التقلب وسريع التحلل إذا لم يُحفظ في ظروف بيئية محددة.
ولمحاكاة ظروف الفضاء، وضع الفريق العلمي الماء وثاني أكسيد الكربون في مبرد شديد البرودة عند -268 درجة مئوية، ثم تعرض الخليط لإشعاع مشابه للأشعة الكونية، مما حفز التفاعلات الكيميائية لتشكيل جزيء الميثانيتيرول.
وباستخدام الأشعة فوق البنفسجية، تمكن الباحثون من رصد كميات صغيرة من الكحول الفائق في صورة غازية، وأظهرت نتائج الدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications في 14 يوليو إمكانيات كبيرة لفهم الكيمياء التي قد تؤدي إلى الحياة في الفضاء.
وصف رالف كايزر، الكيميائي بجامعة هاواي والمشارك في الدراسة، هذا الاكتشاف بأنه يوسع آفاق معرفتنا بالكيمياء الكونية، مؤكدا أن العمل دفع القدرات التجريبية إلى “الحدود القصوى، متجاوزا ما كان ممكنًا من قبل”.
من جانبه، قال رايان فورتنبيري، عالم الكيمياء الفلكية بجامعة ميسيسيبي: “الميثانيتيرول يشبه بذرة جزيء الحياة، ويمكن أن يؤدي إلى تكوين مركبات أكثر تعقيدا إذا توفرت له الظروف المناسبة إنه أشبه بقنبلة حيوية تنتظر الشرارة الصحيحة لتفجير إمكاناتها”.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن الميثانيتيرول قد يتكون طبيعيا في الفضاء، خاصة في أبرد مناطق تكون النجوم والكواكب.
ووفقا للباحثين، فإن رصد أماكن وجود هذا الجزيء في الكون سيكون بمثابة مؤشر قوي على توافر العناصر الأساسية لدعم الحياة خارج كوكب الأرض.