كتب : محمود الهواري
12:02 م
28/10/2025
أطلق الملياردير الأميركي إيلون ماسك مشروعا موسوعيا ضخما يحمل اسم “غروكيبيديا”، في محاولة لمنافسة موسوعة “ويكيبيديا” التي يتهمها ماسك منذ فترة بـ”التحيز السياسي”.
لكن المشروع، الذي طورته شركة xAI التابعة لماسك، واجه أول اختبار له مبكرا، إذ تعرض موقع “غروكيبيديا” لعطل مؤقت بعد دقائق من إطلاقه رسميا أمس الإثنين، نتيجة الضغط الكبير على الخوادم، وفقا لتقارير من موقعي Business Insider وWired.
وبحسب الصفحة الرئيسية للموقع، بلغ عدد المقالات المنشورة عند الإطلاق نحو 885 ألف مادة، وهو رقم يعد طموحا بالنسبة لمشروع ناشئ مقارنة بملايين المقالات التي تضمها ويكيبيديا.
ويؤكد ماسك أن هدفه من المشروع هو إنشاء موسوعة “خالية من الدعاية” و”محايدة سياسيا”، بعد انتقادات وجهها لـ”ويكيبيديا”، التي وصفها في وقت سابق بـ”Wokipedia”، في إشارة إلى ما يعتبره “انحيازا أيديولوجيا” في محتواها.
إلا أن خبراء الإعلام والذكاء الاصطناعي أعربوا عن شكوكهم في إمكانية تحقيق “الحياد الكامل” في موسوعة تعتمد على خوارزميات ذكاء اصطناعي، مشيرين إلى أن تلك الخوارزميات نفسها تدرب على بيانات قد تتضمن تحيزات ضمنية.
ويرى محللون أن التحدي الأكبر أمام “غروكيبيديا” يتمثل في بناء قاعدة بيانات دقيقة وموثوقة، إذ إن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في توليد المقالات قد يؤدي إلى أخطاء في المعلومات أو نقل محتوى غير موثق من “ويكيبيديا” نفسها، وهو ما يفتح الباب أمام إشكالات تتعلق بحقوق النشر والمصداقية.
ويعتبر إطلاق “غروكيبيديا” بداية مرحلة جديدة من المنافسة في مجال الموسوعات الإلكترونية، إذ يرى مراقبون أن نجاحها في تجاوز العقبات التقنية وضبط جودة المحتوى قد يغير خريطة “المعرفة الرقمية” عالميا.
ومع ذلك، لا يزال المشروع في مراحله التجريبية الأولى، ويعتمد مستقبله على مدى قدرة ماسك وفريقه على كسب ثقة المستخدمين وضمان دقة المعلومات المنشورة.
