06:48 م


الإثنين 08 سبتمبر 2025

كتب- محمود الهواري:

كشفت دراسات كثيرة عن وجود عدد من المدن الحقيقية التي غرقتها مياه البحار والأنهار على مر العصور، لتصبح مواقع أثرية مذهلة تحت الماء، تحمل قصص حضارات ازدهرت واختفت بفعل الزلازل أو الفيضانات، أو النشاط البركاني.

هذه المدن ليست مجرد أساطير، بل مواقع يمكن رؤيتها واستكشافها، وبعضها مفتوح للغواصين بعد الحصول على إذن رسمي.

بورت رويال، جامايكا

في 7 يونيو 1692، اجتاح زلزال هائل أعقبه تسونامي مدينة بورت رويال، وأودى بحياة نحو 2000 شخص. كانت المدينة معقل قراصنة الكاريبي، ولقبت بـ”أشرس مدينة على وجه الأرض”.

وتعد بورت رويال اليوم واحدة من أفضل المدن تحت الماء حفاظا على آثارها، حيث يمكن الغوص لرؤية المباني والمرافق، بعد الحصول على إذن رسمي من السلطات.

دواركا، الهند

تعرف مدينة دواركا باسم “بوابة الجنة”، وعُثر عليها عام 1988 على عمق 100 قدم تحت خليج كامباي.

وتحتوي المدينة على هياكل حجرية وأعمدة وشبكات من المباني وقطع أثرية قديمة، إذ يعتقد البعض أن عمر المدينة لا يقل عن 10 آلاف عام، بينما يرى آخرون أن عمرها 5000 عام.

ووفقا للأساطير الهندية، أسسها الإله كريشنا، وغرقتها مياه فيضان هائل، وربما كان هناك هجوم لاحق على المدينة في القرن الخامس عشر على يد سلطان غوجارات.

بايا، إيطاليا

كانت تعرف بـ”لاس فيغاس روما القديمة”، وغرقتها النشاطات البركانية في المنطقة، إذ تقع المدينة على عمق أقل من 20 قدما، وقد عُثر على تماثيل ومعابد ومنازل تعود إلى حوالي 2000 عام، محفوظة بحالة شبه مثالية، مما يجعلها من أهم المواقع الغارقة للغواصين والمؤرخين.

بافلوبيتري، اليونان

اكتشفت بافلوبيتري عام 1967، وتعد أقدم مدينة تحت الماء معروفة في العالم، تعود إلى العصر البرونزي قبل نحو 5000 عام.

وتحتوي على شبكة من الشوارع والمقابر والمجمعات الدينية، وكانت مدينة ساحلية مزدهرة. الموقع تحت المياه الضحلة ساعد في الحفاظ على بنيتها، ويتيح للغواصين رؤية تفاصيل الشوارع والمباني والمقابر.

القرى المفقودة، كندا

تشمل عشر بلدات كانت تقع في أونتاريو، وغمرتها مياه نهر سانت لورانس بعد بناء سد في خمسينيات القرن الماضي.

ولا تزال بعض المباني والأرصفة مرئية عند انخفاض مستوى المياه، مقدمة لمحة عن الحياة اليومية في تلك القرى قبل الغمر.

عتليت يام، إسرائيل

مستوطنة تعود للعصر الحجري الحديث، تقع على عمق 30 قدما تحت البحر الأبيض المتوسط.

واكتشفت المستوطنة عام 1984، وعثر فيها على قبور ومبان وهياكل حجرية ضخمة مرتبة على شكل دائرة، تشبه ستونهنج تحت الماء.

ويعتقد أن زلزالا أعقبه تسونامي غمر المدينة منذ نحو 8000 عام، مما يجعلها واحدة من أقدم المدن تحت الماء في العالم.

فاناغوريا، روسيا

تأسست حوالي 540 قبل الميلاد على شبه جزيرة تامان في البحر الأسود، وكانت أكبر مدينة في مملكة البوسفور.

اليوم، ثلث المدينة مغمور بالمياه، بينما لا يزال ثلثاها على اليابسة، وما زالت الاكتشافات الأثرية مستمرة حتى الآن.

هيراكليون، مصر

مدينة ساحلية مصرية اختفت تحت سطح البحر حوالي القرن الثاني قبل الميلاد، أعاد اكتشافها عام 2000 عالم الآثار الفرنسي فرانك غوديو.

ويحتوي الموقع على معابد وتماثيل ومجوهرات قديمة، ويعتبر من أهم المواقع الغارقة في العالم، حيث يعكس الحياة الاقتصادية والدينية في مصر القديمة.

شيتشنغ، الصين

تعرف باسم “مدينة الأسد”، غمرت بالمياه عام 1959 عند إنشاء سد نهر شينان ومحطة الطاقة الكهرومائية. تحتوي على بوابات، عوارض خشبية، ونقوش معقدة، محفوظة جيدا بفضل مياه البحيرة الهادئة، وتتيح للغواصين تجربة فريدة كما لو كانوا يسافرون عبر الزمن.

تيكوينا، بحيرة تيتيكاكا، بوليفيا

في بحيرة تيتيكاكا، اكتشفت معابد وشرفات وطريق يعود لعصور ما قبل حضارة الإنكا، ويُقدر عمرها بين 1000 و1500 عام.

وتشمل الاكتشافات شعابا مرجانية وقطع أثرية من الذهب والأحجار شبه الكريمة، ما يزيد من الغموض حول حضارة تحت الماء لم تزل في أعماق البحيرة.

أتلانتس وأيوناغوني جيما، اليابان

أتلانتس، وفق الفيلسوف أفلاطون، حضارة متقدمة غرقت منذ نحو 9000 عام في المحيط الأطلسي. أما يوناجوني جيما، “أطلانطس اليابانية”، فتقع قبالة سواحل جزر ريوكيو، ويعتقد البعض أن الهياكل الموجودة هناك صنعتها حضارة قديمة، فيما يعتقد آخرون أن أصلها طبيعي.

شاركها.