فرضت صورة التقطها قمر صناعي عام 2019 إعادة الاهتمام بما يعرف بـ”رجل ماري”، ذلك الرسم الجيولوجي العملاق الذي ظهر فجأة في صحراء أستراليا النائية عام 1998، ولا يزال حتى اليوم لغزا غامضا لم تعرف هوية صانعه.
ويعد “رجل ماري”، أو كما يعرف أيضا باسم “عملاق ستيوارت”، من أبرز الرسوم الجيولوجية في العالم، إذ صنع بتغيير سطح الأرض مباشرة على هضبة فينيس سبرينغز بجنوب أستراليا، على بعد نحو 60 كيلومترا غرب بلدة ماري، وفقًا لمرصد الأرض التابع لوكالة “ناسا”.
ويرجح أن التصميم استوحي من أحد السكان الأصليين الأستراليين، الذي ظهر في النقش عاريا ويحمل عصا “ووميرا” أو بوميرانج.
ويبلغ عرض الرسم نحو 3.5 كيلومترات، ومحيطه نحو 28 كيلومترا، مما يجعله أحد أضخم الأعمال الجغرافية الحديثة مقارنة بخطوط “نازكا” الشهيرة في بيرو، التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام.
ورغم ضخامته، فإن أصل هذا النقش وطريقة تنفيذه لا تزال مجهولة، إذ فبحسب صور الأقمار الصناعية، ظهر “رجل ماري” خلال فترة لا تتجاوز 16 يوما في منتصف عام 1998، ما أثار دهشة العلماء بشأن السرعة التي أُنجز بها هذا العمل.
ومع مرور السنوات، تآكلت خطوطه الأصلية بعمق 25 سنتيمترا بفعل الرياح حتى اختفت تقريبا بحلول عام 2016.
عندها قرر بعض أصحاب الأعمال المحليين إعادة نحت الخطوط باستخدام حفارات ونظام GPS، ما جعلها أعمق وأكثر وضوحًا، وفقًا لشبكة “ABC News”.
وأضيفت أخاديد لتجميع المياه وتشجيع نمو النباتات على الحواف، ما يمنح النقش مظهرا أكثر استدامة.
أما عن هوية صانعه، فلا تزال موضع جدل، إذ أشار بعض أصدقاء الفنان الأسترالي بارديوس غولدبرغ إلى أنه وراء التصميم، لكنه لم يعترف بذلك علنا قبل وفاته عام 2002 بينما تلمح نظريات أخرى إلى تورط أفراد أمريكيين من قاعدة عسكرية قريبة، خصوصا بعد العثور على لوحة صغيرة تحمل العلم الأمريكي قرب رأس الشكل، واحتواء فاكس مجهول المصدر على عبارات أمريكية الطابع.
وفي محاولة لحسم اللغز، عرض رجل الأعمال الأسترالي ديك سميث عام 2018 مكافأة مالية قدرها 5000 دولار أسترالي لمن يدلي بأي معلومات حول أصل هذا النقش الغامض، إلا أن “رجل ماري” ما زال حتى الآن أحد أكثر الألغاز الجغرافية إثارة في التاريخ الحديث.
