02:15 م
الإثنين 01 سبتمبر 2025
كتب- محمود الهواري:
لم تتخيل آن هودجز من ألاباما أن تصبح يوما محور اهتمام وطني، حتى جاء عام 1954، حين توقفت قيلولتها بسبب سقوط نيزك على منزلها، لتصبح هودجز أول شخص موثق إصابته بنيزك.
ويعرف النيزك باسم “سيلاكوغا” أو نيزك هودجز، ويرجح أنه انفصل عن الكويكب 1685 تورو، الذي صنفه مختبر الدفع النفاث التابع لناسا كـ”كويكب قريب من الأرض”، ويشبه حجمه جزيرة مانهاتن.
في يوم الحادث، شهد سكان سيلاكوجا، ألاباما، خطا ساطعا في السماء، وسط مخاوف من تحطم طائرة أو تهديد نووي، وفق تقارير ديكاتور ديلي، قبل أن يسقط جزء من النيزك على سقف منزل هودجز بينما كانت تغفو تحت بطانية في غرفة المعيشة.
وزن النيزك حوالي 8.5 رطل، وهو من نوع الكوندريت الحجري ويحتوي على الحديد والنيكل، ويُقدر عمره بنحو 4.5 مليار سنة، بحسب مجلة سميثسونيان.
وانقسم النيزك المعروض حاليا في متحف ألاباما للتاريخ الطبيعي، إلى شظايا عند دخوله الغلاف الجوي أصابت إحداها هودجز وأخرى سقطت على بُعد أميال، حيث اكتشف المزارع جوليوس كيمبيس ماكيني الشظية الثانية وباعها لاحقا بمبلغ يكفي لشراء منزل وسيارة.
عقب سقوط النيزك هرع الجيران ورجال الشرطة إلى منزل هودجز، وتبين أن اصطدام النيزك ترك كدمة على جسمها، وعلى الرغم من إصابتها المحدودة، نقلت هودجز إلى المستشفى للصدمات النفسية الناتجة عن الحادث.
واستولى سلاح الجو على النيزك للتحقق من مصدره، وبدأت هودجز إجراءات قانونية لاستعادة ملكيته باعتبارها مالكة المنزل.
واستمرت الدعوى عاما وانتهت بتعويض قدره 500 دولار، قبل أن يهدم المنزل لاحقًا لإفساح المجال لمتنزه للمنازل المتنقلة.
بسبب هذا الحادث أصبحت هودجز مشهورة بين عشية وضحاها، وظهرت في العديد من البرامج التلفزيونية، لتعلن تبرعها بالنيزك لمتحف ألاباما للتاريخ الطبيعي مقابل تغطية أتعاب المحامي.
وتسبب النيزك في مشاكل زوجية لهودجز، إذ سعى زوجها يوجين لاستغلاله ماليا، وانتهى بهما المطاف بالانفصال عام 1964، ثم وفاة هودجز في 1972 عن عمر 52 عاما بسبب الفشل الكلوي.
وبحسب الخبراء فأن الأرض تتعرض يوميا لأكثر من 100 طن من الغبار والحطام الفضائي، ووفق وكالة ناسا، يصطدم كل عام كويكب بحجم سيارة بالغلاف الجوي لكنه يحترق قبل لمس الأرض.