11:53 ص
الخميس 18 سبتمبر 2025
كتب- محمود الهواري:
في السنوات الأخيرة تحولت الألعاب الإلكترونية من مجرد وسيلة للتسلية إلى عوالم افتراضية يعيش داخلها ملايين الأطفال والمراهقين حول العالم، ما جعلها محل جدل واسع بسبب تأثيرها المباشر على سلوكياتهم وقيمهم المجتمعية.
ومع انتشار هذه الألعاب ظهرت دعوات متكررة لفرض رقابة وتشريعات لحماية النشء من المخاطر الأخلاقية والسلوكية المرتبطة بها.
ووجه النائب السيد شمس الدين، عضو مجلس النواب، سؤالا إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيري الاتصالات والتعليم بشأن انتشار لعبة “روبلوكس” بين الأطفال والمراهقين، محذرا من غياب الرقابة والتوعية الكافية.
وتساءل النائب عن الآليات الحكومية للرقابة على الألعاب الإلكترونية مثل “روبلوكس”، وعن خطط حماية الأطفال من مخاطر العنف والقيم الغريبة على المجتمع، إضافة إلى وجود خطة قومية للتوعية الرقمية تستهدف أولياء الأمور لمساعدتهم في متابعة أبنائهم أثناء استخدام الإنترنت والألعاب الإلكترونية.
من جانبه، حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من بعض الألعاب التي وصفها بأنها تسرق أوقات الشباب وتحبسهم في فضاءات رقمية مليئة بالمخاطر الفكرية والسلوكية.
وأكد المركز أن هذه الألعاب قد تنمّي لدى النشء سلوكيات عنف وتعرضهم لأضرار نفسية وأسرية واجتماعية خطيرة، داعيا الأسر إلى الانتباه لما يمارسه أبناؤهم في العالم الافتراضي.
ما هي لعبة روبلوكس؟
تُعد “روبلوكس” واحدة من أشهر المنصات في عالم الألعاب الإلكترونية، إذ تتيح لمستخدميها إنشاء عوالم وتجارب خاصة بهم أو مشاركة ألعاب صممها آخرون، ما يمنحها طابعا اجتماعيا شبيها بوسائل التواصل.
هذا الانفتاح جعلها عرضة للانتقادات، حيث يرى خبراء أن طبيعتها المفتوحة قد تعرض الأطفال لمحتويات عنف وإيحاءات غير لائقة، فضلا عن مخاطر التحرش والاستغلال عبر المحادثات المفتوحة، إلى جانب إدمان اللعب وإهدار الوقت والإنفاق المفرط على شراء العملة الافتراضية داخل المنصة.
ووصلت المخاوف إلى ساحات القضاء، بعدما واجهت الشركة المالكة لـ “روبلوكس” دعاوى قضائية في الولايات المتحدة تتهم المنصة بأنها بيئة خصبة للمتحرشين الذين يختبئون خلف شخصيات كرتونية، بينما تؤكد الشركة أنها تستثمر موارد ضخمة لرصد السلوكيات غير اللائقة ومنعها.