كتب : محمود الهواري



01:39 م


28/10/2025


رصد رائد فضاء مشهدا مدهشا من مدار الأرض، يظهر فيه هيكل ضخم يشبه جمجمة بشرية تتطلع إلى الفضاء من أرضية فوهة بركانية هائلة تقع في تشاد، ما أثار دهشة العلماء ورواد مواقع التواصل.

وتظهر الصورة، التي التقطت من محطة الفضاء الدولية، ملامح “وجه شبحي” واضح المعالم في قاع كالديرا ترو أو ناترون “المعروفة أيضا باسم “دون أوري”، وهي فوهة بركانية ضخمة يبلغ عرضها نحو 1000 متر في شمال تشاد.

واسم “ترو أو ناترون” يعني بالفرنسية “حفرة النطرون”، بينما “دون أوري” بلغة التيدا تعني “الحفرة الكبيرة”.

تشكلت هذه الحفرة بفعل ثوران بركاني هائل قبل مئات آلاف السنين، وتقع في قلب كتلة تيبستي الجبلية الممتدة على طول 480 كيلومترا عبر الصحراء الكبرى بين تشاد وليبيا، وفقا لبيانات مرصد الأرض التابع لوكالة ناسا.

ومن الفضاء، يبدو المشهد أشبه بجمجمة بشرية ضخمة، لكن عند النظر إليها من سطح الأرض يصعب تمييز ملامحها.

ويفسر العلماء اللون الأبيض الواضح في “فم الجمجمة” وأنفها وخديها بوجود مركبات النطرون، وهو مزيج طبيعي من كربونات وبيكربونات وكلوريد وكبريتات الصوديوم، ما يمنح السطح مظهرا متقشرا يشبه الطلاء المتشقق.

أما “العينان” و”الأنف” فهما في الحقيقة مخاريط رماد بركاني تلال مخروطية الشكل تكونت حول فتحات ثوران قديمة بينما تشكل الظلال المنعكسة من حواف الفوهة العالية ملامح الوجه الداكنة التي تضفي عليه شكلاً حقيقيًا أقرب إلى الجمجمة.

ويشير العلماء إلى أن بحيرة ترو أو ناترون جافة اليوم وخالية من الحياة، لكنها كانت في عصور سابقة بيئة مائية خصبة.

وعثر في ستينيات القرن الماضي على حفريات لقواقع وعوالق تعود إلى نحو 14 ألف عام، كما اكتُشفت لاحقًا حفريات طحالب عمرها يُقدّر بـ120 ألف عام.

وعلى الرغم من خمول الكالديرا البركاني منذ زمن بعيد، فإنها تقع على مقربة من منطقة تارسو توسيدي، وهي حقل بركاني واسع تغطيه تدفقات من الحمم المتجمدة.

وتشير مؤسسة سميثسونيان إلى أن أحد البراكين هناك ما يزال يُعتبر نشطا نسبيا رغم عدم ثورانه منذ أكثر من 12 ألف سنة.

شاركها.