كتب- محمود الهواري:


02:26 ص


10/12/2025

كشفت أبحاث حديثة في الولايات المتحدة عن اتجاه مقلق يتمثل في ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الزائدة الدودية بين جيل إكس وجيل الألفية، إذ بات أفراد هذه الفئة العمرية أكثر عرضة للإصابة بالمرض بثلاث إلى أربع مرات مقارنة بالأجيال الأكبر سنا.

ويصيب هذا السرطان العضو الصغير المعلق بالجهاز الهضمي، والذي نادرا ما يحظى بالاهتمام إلا عند حدوث مشكلة.

وتشير البيانات بحسب ما ذكرته مجلة Gastroenterology في تحليل شامل إلى أن واحدا من كل ثلاثة مصابين بسرطان الزائدة الدودية اليوم تقل أعمارهم عن 50 عاما، رغم أن المرض كان تاريخيا أكثر شيوعا بين كبار السن.

وقالت عالمة الأوبئة والبيولوجيا الجزيئية أندريانا هولواتي من جامعة فاندربيلت، الباحثة الرئيسية في دراسات عدة حول هذا الاتجاه بحسب ما نقله موقع “Science Alert” إن هذا الارتفاع الحاد يثير تساؤلات كبيرة حول الأسباب.

وكانت هولواتي قد قادت في عام 2020 تحليلا وطنيا كشف ارتفاعا بنسبة 232% في معدلات سرطان الزائدة الدودية الخبيث في الولايات المتحدة بين عامي 2000 و2016.

ورغم أن الزائدة الدودية كانت تصنف طويلا كعضو بلا فائدة حقيقية، فإن أبحاثا حديثة ترجح امتلاكها وظائف مناعية، لكن خطورة السرطان تكمن في أعراضه الملتبسة، إذ تتشابه آلامه مع مشكلات الجهاز الهضمي الشائعة أو سرطان القولون والمستقيم، ما يؤدي غالبا إلى تأخر التشخيص. ولا تسجل سوى نحو 3 آلاف إصابة سنويا، وهو ما يحد من حجم الوعي والبحث حول المرض.

وتشدد هولواتي على ضرورة فحص أي أعراض مقلقة لتجنّب إغفال المرض، خاصة في ظل غياب إرشادات فحص واضحة وندرة العلاجات المتاحة، موضحة أن سرطانات الزائدة الدودية تختلف جزيئيا عن سرطانات القولون والمستقيم، ما يجعل استجابتها للعلاج الكيميائي أقل فاعلية.

وتُظهر أحدث دراسات فريقها أن معدلات الإصابة تضاعفت ثلاث مرات بين المولودين بين 1976 و1984، فيما قفزت أربع مرات بين من ولدوا بين 1981 و1989، دون وجود تفسير قاطع حتى الآن.

ويشتبه الباحثون في عدة عوامل تشمل السلوكيات الصحية، التغيرات الغذائية، قلة النشاط البدني، التعرض للتلوث البلاستيكي والكيميائي، إضافة إلى متغيرات جينية محتملة.

ويرى جراح الأورام ستيفن أهريندت من جامعة كولورادو، الذي لم يشارك في الدراسة، أن هذا الاتجاه لا يبدو مفاجئا، خاصة مع الزيادة الملحوظة في سرطانات القولون بين الشباب.

وتدعم دراسات دولية هذا الاتجاه، إذ وجدت دراسة عام 2023 ارتفاعا يقارب 80% في معدلات تشخيص السرطان بين من هم دون الخمسين خلال ثلاثة عقود، فيما أشارت دراسة عام 2022 إلى زيادات كبيرة في سرطانات الجهاز الهضمي، وعلى رأسها الأمعاء والزائدة الدودية.

ويواصل فريق هولواتي بحثه لتحديد الفئات الأكثر عرضة وعوامل الخطر الرئيسية، مؤكدين التزامهم بسد فجوة البحث في هذا النوع النادر من السرطان.

شاركها.