صرخة تحذير أخيرة للعالم.. هذا ما سيفعله الذكاء الاصطناعي في البشر

كتب مقالة نت في مارس 18, 2024

12:04 م

الإثنين 18 مارس 2024

في الوقت الذي تتصاعد حدة المواجهة بين الشركات التقنية الكبرى وحكومات الغرب، رسم تقرير جديد صورة مرعبة عن مستقبل العالم في ظل مخاطر صعود الذكاء الاصطناعي، وحذر من أن الوقت ينفد أمام العالم لتجنب الكارثة.

أعدت التقرير مجموعة جلادستون للذكاء الاصطناعي، بتكليف من وزارة الخارجية الأمريكية، واستندت إلى مقابلات مع أكثر من 200 شخص على مدار أكثر من عام، بما في ذلك كبار المسؤولين التنفيذيين من شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة، وباحثين في مجال الأمن السيبراني، وخبراء أسلحة الدمار الشامل، ومسؤولين حكوميين.

وحسب شبكة سي إن إن، يشير التقريربشكل قاطع إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً من البشر يمكن في أسوأ الحالات “أن تشكل تهديداً على مستوى الانقراض للجنس البشري”.

وتضم جلادستون للذكاء الاصطناعي خبراء في الأمن القومي ومديرين تنفيذيين ذوي خبرة في وادي السيليكون في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقدم المجموعة استشارات لمجتمعات الأمن والدفاع القومي الأمريكية بشأن التعامل مع الفرص والمخاطر التي تأتي مع قدرات الذكاء الاصطناعي غير المسبوقة والمتسارعة.

وقال جيريمي هاريس، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمجموعة جلادستون “إن الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا خارقة يمكن أن تسمح لنا بشفاء الأمراض، وتحقيق الاكتشافات العلمية، والتغلب على التحديات التي اعتقدنا ذات يوم أنه لا يمكن التغلب عليها”، وفقا لدويتشه فيله.

واستدرك هاريس قائلاً: “لكن هذه التقنية قد تجلب أيضًا المخاطر الكارثية، التي يجب أن نكون على دراية بها.. وهناك مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى أنه عند تخطي حد معين من القدرة، فإنه من المحتمل أن تصبح أنظمة الذكاء الاصطناعي خارجة عن السيطرة.”

وقبل نحو عام، استقال جيفري هينتون، المعروف باسم “الأب الروحي للذكاء الاصطناعي”، من وظيفته في شركة جوجل وأطلق جرس الإنذار بشأن التكنولوجيا التي ساعد في تطويرها. وقال هينتون إن هناك فرصة بنسبة 10% أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى انقراض الإنسان خلال العقود الثلاثة المقبلة.

وأشار التقرير إلى بعض الشخصيات البارزة التي حذرت من المخاطر الوجودية التي يشكلها الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك إيلون ماسك رئيس شركة سبيس اكس ومنصة “اكس”، ورئيسة لجنة التجارة الفيدرالية لينا خان، والمسؤول التنفيذي الأول السابق في شركة “اوبن إيه آي”.

ويشارك بعض الموظفين في شركات الذكاء الاصطناعي مخاوف مماثلة، إذ جاء في التقرير أن أحد الأفراد بمختبر للذكاء الاصطناعي أعرب عن خشيته من إطلاق نموذج محدد من الجيل التالي للذكاء الاصطناعي من النوع مفتوح المصدر وهو أمر سيئ، لأن أحد نتائج تطوير هذا النموذج ستكون دمار الديمقراطية إذا تم الاستفادة منه في مجالات مثل التدخل في الانتخابات أو التلاعب بالناخبين”.

وأشار التقرير أيضاً إلى مخاوف خبراء من احتمال أن يؤدي تخطي الذكاء الاصطناعي للحاجز البشري المفروض حالياً إلى “آثار عالمية لا رجعة فيها” خاصة مع نموذج الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو شكل افتراضي من الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرة على التعلم تشبه قدرة الإنسان وربما يفوق قدرات وطاقة البشر.

وينظر إلى الذكاء الاصطناعي العام على أنه “المحرك الرئيسي للمخاطر الكارثية الناجمة عن فقدان السيطرة”، ويشير إلى أن كبرى شركات التقنية تحدثت عن إمكانية الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام بحلول عام 2028 على الرغم من أن آخرين يعتقدون أن الأمر قد يستغرق وقتاً أطول بكثير، حسب صحيفة نيويورك تايمز.

وتحذر وثيقة سابقة نشرتها مجموعة جلادستون من أن تطوير الذكاء الاصطناعي العام والقدرات التي تقترب من مستواه “من شأنه أن يؤدي إلى مخاطر كارثية على عكس أي شيء واجهه العالم على الإطلاق”، وتصل إلى “مخاطر تشبه أسلحة الدمار الشامل”، حسب موقع مجلة التايم.

على سبيل المثال، ذكر التقرير أنه يمكن استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لتصميم وتنفيذ “هجمات إلكترونية عالية التأثير قادرة على شل البنية التحتية الحيوية”، وأن “أمراً شفهياً أو كتابياً بسيطاً مثل، تنفيذ هجوم إلكتروني لا يمكن تعقبه لتعطيل شبكة الكهرباء في قارة بأكملها، يمكن أن يؤدي إلى استجابة من النوعية التي تثبت فعاليتها بشكل كارثي”.

هناك مخاطر أيضا من حملات التضليل “واسعة النطاق” المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تعمل على زعزعة استقرار المجتمعات وتقويض الثقة في المؤسسات؛ إلى جانب التطبيقات الآلية المسلحة مثل هجمات تشنها الطائرات من دون طيار؛ والتلاعب النفسي واستغلال العلوم البيولوجية في إنتاج أسلحة مميتة؛ بجانب أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تبحث عن القوة وتعادي البشر ويكاد يكون من المستحيل السيطرة عليها.