01:31 م
الثلاثاء 10 أكتوبر 2023
كشفت دراسات حديثة أنه منذ ما يقرب من نصف مليون سنة، كان أسلاف الإنسان القدماء، الذين سبقوا الإنسان العاقل، منخرطين بالفعل في الأعمال الخشبية المتقدمة، ويتجلى هذا في هيكل خشبي استثنائي عمره 476000 عام.
تشير القطع الأثرية التي تم العثور عليها إلى أن هؤلاء البشر كانوا يسيدون الهياكل، وربما وضعوا أساس المنصات أو أجزاء من المساكن، في وقت أبكر بكثير مما كان يعتقد من قبل.
وأجرى فريق من جامعة ليفربول وجامعة أبيريستويث عمليات تنقيب عن الخشب المحفوظ في شلالات كالامبو بزامبيا، يعود تاريخه إلى 476000 عام. ومن خلال تحليل علامات قطع الأدوات الحجرية على الخشب، استنتج الفريق أن هؤلاء البشر الأوائل قاموا عمدًا بتشكيل ودمج قطعتين من الخشب، الأمر الذي يكشف مهارتهم في تشكيل جذوع الأشجار.
قبل هذا الاكتشاف، كان يُعتقد أن البشر يستخدمون الخشب فقط لأغراض أبسط مثل إشعال النار، وصنع أعواد الحفر والرماح.
حسب موقع سكتش ديلي العلمي، فإن الحفاظ على هذا الخشب أمر رائع في حد ذاته. عادةً ما يتدهور الخشب من هذه العصور القديمة ويختفي. ومع ذلك، في شلالات كالامبو، أدى ارتفاع منسوب المياه إلى حماية هذه الهياكل الخشبية القديمة والحفاظ عليها.
تلقي هذه النتائج بظلال من الشك على الاعتقاد السائد سابقًا بأن البشر في العصر الحجري كانوا بدائيين تمامًا.
وتشير وفرة الموارد في المنطقة المجاورة لشلالات كالامبو إلى أن هؤلاء البشر القدماء كان من الممكن أن يستقروا، ويستفيدوا من مصدر المياه الدائم والغابة المحيطة للحصول على قوتهم، مما يسمح لهم بالمشاركة في البناء.
أوضح البروفيسور لاري بارهام من جامعة ليفربول أهمية هذا الاكتشاف قائلاً: “لقد استخدموا ذكاءهم وخيالهم ومهاراتهم لخلق شيء لم يروه من قبل، شيء لم يكن موجودًا من قبل”.
نظرًا لأهميتها الأثرية، أدرجت شلالات كالامبو في قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو. يسعى هذا البحث، كجزء من مشروع “الجذور العميقة للإنسانية” الرائد، إلى فهم تطور التكنولوجيا البشرية خلال العصر الحجري.