عاصفة دانيال.. علماء يحذرون من احتمال زيادة الأعاصير المتوسطية
02:17 م
الخميس 14 سبتمبر 2023
لم يكن معتادا على منطقة البحر المتوسط، أن تتعرض لعاصفة قوية، مثل عاصفة دانيال التي تركت آثارا مدمرة في ليبيا على وجه الخصوص، وبعض مناطق اليونان، فيما كان تأثيرها ضعيفا على بقية دول الحوض.
ويرى خبراء أن ارتفاع حرارة البحار وتهالك البنى التحتية زادت من تاثير الفيضانات المدمرة التي قتلت الآلاف والتهمت مناطق سكنية كاملة خاصة في مدينة درنة الليبية.
تشكلت عاصفة دانيال في 4 سبتمبر تقريبا، وضربت أجزاء من اليونان وتركيا وبلغاريا الأسبوع الماضي وأسفرت عن عشرات القتلى.
العواصف المتوسطية التي تحمل سمات الأعاصير المدارية والاستوائية، تعرف باسم الأعاصير المتوسطية (ميديكيْن)، وعادة تحدث بين مرتين إلى ثلاث في السنة، لكنها لم تكن بهذه القوة.
وتقول أستاذة الأرصاد الجوية بجامعة ريدينج في بريطانيا سوزان جراي إن هذه العواصف تحتاج إلى تدفقات من الحرارة والرطوبة ويعززها ارتفاع درجات حرارة سطح البحر.
ويؤكد علماء شاركوا في اجتماعات تبحث آثار التغيرات المناخية في بريطانيا، إن سطح البحر في شرق البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي يعد أكثر دفئا من المعتاد بدرجتين إلى ثلاث درجات مئوية. ورجّحوا “ن يكون ذلك وراء هطول الأمطار الغزيرة.
لكنهم قالوا إنه ليس واضحا ما إذا كان هذا الأمر سيصبح أكثر شيوعا في المستقبل.
وتوضح جراي أن تقرير التقييم الأخير الذي أصدرته اللجنة الاستشارية العلمية التابعة للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، الذي صدر في وقت سابق من هذا العام، انتهى إلى أن ارتفاع درجة الحرارة في أنحاء العالم يزيد من قوة ظاهرة “ميديكيْن”.
وقالت أستاذة علوم المناخ بـجامعة بريستول ليزي كيندون إن العاصفة دانيال مثال واضح على نوع الفيضانات المدمرة التي قد نتوقعها بشكل متزايد في المستقبل مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم.
ووفق مرصد كوبرنيكوس لتغير المناخ التابع للاتحاد الأوروبي، فإن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر يؤدي إلى موجات حارة ذات مستويات قياسية في بلدان العالم.
وتفيد دراسات أن المحيطات امتصت 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن النشاط البشري منذ الثورة الصناعية.
وأرجع كيفن كولينز أحد كبار المحاضرين بجامعة بريطانيا المفتوحة الخسائر في الأرواح إلى قدرة ليبيا المحدودة فيما يتعلق بتنبؤات الأرصاد وأنظمة الإنذار والإخلاء.
وأضاف أن ما حدث في البلاد سلط الضوء أيضا على نقاط الضعف في معايير التخطيط والتصميم للبنية التحتية في المدن.