كتب- أحمد الضبع:


02:30 م


09/12/2025

عرض متحف بولتون في إنجلترا قبعة شمسية استثنائية من العصر الروماني، يعود تاريخها إلى نحو 1600 عام، في خطوة سلطت الضوء على براعة الحرفيين الأقباط وصناعة المنسوجات في مصر خلال الحقبة الرومانية المتأخرة.

وبحسب موقع “لايف ساينس”، اكتشف عالم المصريات البريطاني الشهير سير فليندرز بتري القبعة عام 1911 في موقع لاهون بمحافظة الفيوم. وتعد هذه القطعة واحدة من ثلاث قبعات فقط معروفة من ذلك العصر ما زالت محفوظة حتى اليوم، كما أنها الأفضل من حيث حالتها ووضوح تفاصيلها.

ويرجح الخبراء أن القبعة كانت تخص جنديًا رومانيًا خدم في مصر، وأنه جرى تعديلها لتناسب المناخ الحار والعواصف الرملية الشائعة في المناطق الصحراوية.

وصنعت القبعة من صوف ملبد بخمسة ألوان، وجاء جسمها بنيا، وحافتها عريضة باللون الأحمر، ومزودة برباط أخضر وحدٍ أزرق، إضافة إلى بطانة من الصوف الأبيض. وقد جرى تجميع ألواحها الأربعة بغرز زخرفية دقيقة، مع عقدة مركزية في الأعلى، فيما يبلغ قطرها نحو 39.5 سنتيمترًا، في مؤشر واضح على التطور الكبير لفنون النسيج القبطي.

وترتبط هذه القطعة النسيجية بالفترة القبطية التي بدأت قرابة عام 395 ميلاديًا عقب تفكك الإمبراطورية الرومانية وانتشار المسيحية في مصر تحت حكم الإمبراطور قسطنطين.

وتميزت منسوجات تلك المرحلة بألوانها الزاهية، ونقوشها المركّبة، وتمازج رموزها بين الثقافة المصرية والرومانية والمسيحية.

وتظهر القبعة تشابها مع غطاء الرأس العسكري الروماني في القرن الثالث الميلادي، غير أن تعديل شكلها وموادها يشي بأنها صممت لتناسب طبيعة البيئة المصرية القاسية، وعقب عملية ترميم دقيقة، بدأ عرض القبعة أمام الجمهور في أغسطس 2025.

وأوضحت جاكي هايمان، خبيرة ترميم المنسوجات المسؤولة عن استعادتها، أن القطعة كانت متضررة بفعل العث، إلا أنها تمكنت من تثبيتها باستخدام أقمشة مصبوغة يدويًا للمحافظة على شكلها الأصلي.

وقالت هايمان: “هذه القبعة صُنعت للاستخدام اليومي، لكن سيكون من المدهش لو استطعنا معرفة هوية من نسجها، ومن ارتداها”.

وكان موقع لاهون قد كشف عن مجموعة واسعة من الملابس والمنسوجات التي وفرت رؤى مهمة حول أنماط الأزياء القبطية وحرف النسج في ذلك الوقت.

شاركها.