كتب : محمود الهواري
01:56 م
27/10/2025
كشفت دراسة حديثة عن مفاجأة علمية غير متوقعة، إذ أظهرت تحاليل أجريت على حفريات لأسنان بشرية تعود إلى نحو مليوني عام، احتواءها على نسب مرتفعة من عنصر الرصاص، ما يشير إلى احتمال أن يكون هذا العنصر السام قد لعب دورا في تدهور صحة أسلاف الإنسان الأوائل، وربما ساهم في انقراض بعضهم.
وبحسب ما نشرته مجلة “ساينس أدفانسز”، حلل فريق دولي من العلماء عينات من مينا الأسنان لـ 51 من أسلاف البشر في مناطق متفرقة من إفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا وأوروبا، وتبين أن نحو 73% منها تحتوي على نسب من الرصاص، بعضها يعادل مستويات التسمم الناتجة عن التعرض الصناعي في العصر الحديث.
وأوضح الباحثون أن عنصر الرصاص لم يكن نتيجة للنشاط البشري فقط، بل كان موجودا في الطبيعة منذ ملايين السنين، حيث ينتشر في الصخور والتربة والمياه، ويمكن أن يصل إلى الكائنات الحية عبر العمليات البيئية المختلفة مثل الانفجارات البركانية وحرائق الغابات وتآكل الطبقات السطحية للأرض.
ولفهم التأثيرات العصبية للرصاص على أسلاف الإنسان، أنشأ العلماء في المختبر “عضيات دماغية” باستخدام خلايا جذعية، تحاكي أنسجة دماغية تحتوي على نسخ قديمة وحديثة من الجين NOVA1 المسؤول عن تطور الدماغ.
وعند تعريض هذه العضيات للرصاص، لوحظ أن النسخ القديمة من الجين فقدت قدرتها على حماية الخلايا العصبية، مما أدى إلى اضطرابات في جينات مهمة مثل FOXP2 المرتبط بالكلام واللغة.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن الإنسان العاقل ربما امتلك ميزة تطورية بفضل نسخة أكثر تطورا من هذا الجين، مكنته من مقاومة آثار الرصاص بشكل أفضل، ومن ثم تعزيز قدراته الإدراكية والتواصلية مقارنة بأسلافه مثل إنسان نياندرتال.
لكن هذه النتائج لم تسلم من الجدل، إذ يرى بعض العلماء أن الاستنتاجات ما تزال بحاجة إلى مزيد من الأدلة، نظرا لمحدودية عدد الحفريات التي تمت دراستها، مؤكدين أن الربط بين التعرض للرصاص وانقراض الأنواع السابقة من البشر ما زال في نطاق الفرضيات.
