12:08 ص
الأحد 07 سبتمبر 2025
وكالات
يستعد علماء الأحياء لكشف جانب جديد من لغز بيولوجي حير الباحثين طويلا وهو ما سر بقاء بعض الأشخاص نحيفين بطبيعتهم رغم تناولهم كميات طعام مشابهة لغيرهم وعدم ممارستهم للرياضة بشكل مكثف؟.
وبحسب تقرير لمجلة ” Knowable” العلمية غير الربحية، فإن هذه الظاهرة التي تعرف بـ”النحافة البنيوية” تصيب نحو 1.9% من سكان العالم، أي ما يعادل 6.5 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها.
هؤلاء الأفراد غالبا ما يكون مؤشر كتلة أجسامهم أقل من 18.5، وأحيانا يصل إلى 14، أي ما يعادل 32 كيلوجراما فقط لشخص طوله متر ونصف، دون قدرة واضحة على زيادة الوزن.
ويرى الباحثون أن هذه الظاهرة قد تمثل “الوجه الآخر للسمنة”، إذ تُظهر دراسات أن أصحاب هذه البنية يقاومون اكتساب الوزن حتى في حال الإفراط في تناول السعرات الحرارية.
ففي تجربة بارزة على توائم متطابقة عام 1990، لوحظ أن استجابة الأفراد لزيادة الطعام كانت متباينة، وهو ما أظهر دورًا وراثيًا قويًا في تحديد هذه السمة.
الأبحاث الحديثة كشفت عن مجموعة من العوامل الوراثية والأيضية وراء هذه الظاهرة؛ منها انخفاض الكتلة العضلية بنحو 20% مقارنة بغيرهم، وارتفاع مستويات الدهون البنية التي تحرق الطاقة وتولد الحرارة.
وتشير بيانات أخرى إلى أن أجسام النحيفين طبيعيا قد تهدر جزءا من السعرات عبر البول أو البراز أو حتى الحركات اليومية غير المقصودة.
لكن النحافة البنيوية ليست مجرد قضية بيولوجية، إذ ترتبط أيضًا بتحديات اجتماعية. فكثير من النحيفين يواجهون ما يُعرف بـ”التشهير بالنحافة”، عبر تعليقات جارحة أو اتهامات بوجود اضطرابات أكل.
وتقول مدربة زيادة الوزن البريطانية بيلا بارنز إنها عانت شخصيا من هذا الأمر: “كنت أتعرض لتعليقات تقلل من معاناتي وكأنها ليست مشكلة حقيقية”. وتشير إلى أن بعض النساء يلجأن لارتداء طبقات من الملابس أو استخدام حشوات لإخفاء نحافتهن.
وعلى المستوى العلمي، برز دور جينات بعينها في تفسير الظاهرة، منها جين ALK الذي أظهر في تجارب على الفئران مقاومة لزيادة الوزن حتى مع الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون.
ويرى العلماء أن فهم هذه الآليات قد يمهد لعلاجات ثورية لكل من السمنة المفرطة والنحافة الشديدة.
وإلى جانب الأبحاث، تواصل بارنز تقديم تدريبات غذائية ورياضية لمساعدة النساء على اكتساب الوزن بطريقة صحية، مؤكدة أنها ساعدت أكثر من 100 سيدة على تحسين مظهر أجسادهن وثقتهن بأنفسهن.