01:01 م
السبت 20 سبتمبر 2025
وكالات
في حدث فلكي نادر، يستعد العالم لمواجهة الكويكب “أبوفيس” “إله الفوضى” الذي سيقترب من الأرض يوم الجمعة 13 أبريل 2029، على مسافة أقرب من مدارات بعض الأقمار الصناعية، دون أن يشكل تهديدا مباشرا.
وبحسب الخبراء، سيشهد الحدث مليارات العيون حول العالم، إذ سيكون الكويكب مرئيا بالعين المجردة.
ويبلغ حجم الكويكب الذي سمي باسم إله الفوضى في الأساطير المصرية القديمة حوالي 340 مترا (1100 قدم) بينما تم اكتشافه في عام 2004.
في هذا الإطار، تتجه ثلاث بعثات فضائية للاعتراض ودراسة الكويكب: مهمة رمسيس الأوروبية (ESA)، وDESTINY+ اليابانية (JAXA)، وOSIRIS-APEX الأمريكية (ناسا).
تعد مهمة رمسيس (Apophis Rapid Mission for Space Safety) امتدادًا لتجربة مهمة “هيرا” الأوروبية، والتي تابعت الكويكبات بعد تجربة الدفاع الكوكبي “DART” التابعة لناسا.
وتهدف رمسيس إلى دراسة أبوفيس بالتفصيل: مداره، حالته الدورانية، بنيته الداخلية، والتغيرات السطحية، بالإضافة إلى تأثير قوى المد والجزر الناتجة عن اقترابه من الأرض.
وتشمل المهمة قمرين صناعيين مكعبين سيطلقان قبل اقتراب الكويكب، أحدهما قد يهبط على سطحه، ويحتوي على كاميرا ملاحة، ومقياس زلازل، وأجهزة قياس مغناطيسية، بينما توفر وكالة الفضاء اليابانية كاميرا حرارية وأجهزة إضافية للمهمة.
أما DESTINY+، المصممة في الأصل لدراسة الكويكب “3200 فايثون” وزخة شهب التوأميات، فستستفيد من تأخيرات تطوير صاروخ الإطلاق ليواجه أبوفيس أولًا، قبل مواصلة رحلته إلى وجهته النهائية، على متن صاروخ H3 الياباني.
وتشارك ناسا عبر مهمة OSIRIS-APEX، وهي امتداد لمشروع جمع عينات من كويكب بينو، في رصد أبوفيس وتحليل بياناته، رغم بعض التحديات المالية التي كادت تؤدي لإلغاء المهمة سابقًا.
وفقا لما ذكره نائب الباحث الرئيسي في OSIRIS-APEX، مايكل نولان، فإن التعاون بين البعثات الثلاثة يتيح جمع بيانات دقيقة ومتنوعة، وهو أفضل من أن تقوم أي بعثة بمفردها.
إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، ستوفر هذه البعثات فرصة فريدة لفهم سلوك الكويكب وتأثير اقترابه على الأرض، مما يفتح الباب أمام خطوات مستقبلية في مجال الدفاع الكوكبي والسلامة الفضائية.