كتب- محمود الهواري:



07:08 م


03/10/2025


وجه “تيم بيرنرز لي”، مخترع شبكة الويب العالمية، انتقادات حادة لحالة الإنترنت اليوم، معتبرا أن المستخدمين باتوا يعاملون كـ”منتجات قابلة للاستهلاك”.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها مساء الأربعاء على مسرح “براتل” قرب جامعة هارفارد، للترويج لمذكراته الجديدة بعنوان “هذا للجميع: القصة غير المكتملة للشبكة العالمية”، وفقا لما ذكره موقع The Harvard Crimson.

ودعا بيرنرز-لي، الذي ابتكر الويب عام 1989 أثناء عمله في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية “سيرن”، إلى منح المستخدمين استقلالية أكبر في إدارة بياناتهم، وأكد دعمه لمبدأ حيادية الشبكة.

وطرح لي مفهوم “المحفظة الرقمية الشخصية” التي تتيح للمستخدمين التحكم الكامل في بياناتهم وتحديد توقيت وكيفية مشاركتها مع التطبيقات المختلفة.

أوضح بيرنرز-لي أن نسخة من هذه المحفظة الرقمية قد أطلقت بالفعل العام الماضي تحت اسم Solid من خلال شركته “Inrupt”.

وفي الوقت نفسه، انتقد خدمات تخزين البيانات مثل “دروب بوكس”، و”آي كلاود”، و”جوجل كلاود”، بسبب ضعف التوافق فيما بينها.

حذر لي من مخاطر “اقتصاد الاهتمام” على حساب “اقتصاد النية”، منتقدا بشدة منصات مثل فيسبوك وجوجل وإنستجرام بسبب اعتمادها على خوارزميات إدمانية تستغل بيانات المستخدمين.

واستعاد بيرنرزلي ذكريات البدايات الأولى للويب، مشيرا إلى أن أول خادم ويب كان يحمل ورقة لاصقة كتب عليها: “هذا الجهاز خادم لا تطفئه”.

وابتكر لي رسائل الخطأ الشهيرة، ومنها رمز “404 غير موجود”. وأكد أن العودة إلى البساطة والروح المفتوحة التي ميزت البدايات لا تزال ممكنة.

ومنذ التسعينيات، لعب بيرنرزلي دورا بارزا في الدفاع عن حيادية الشبكة وخصوصية البيانات.

وأسس “مؤسسة شبكة الويب العالمية” و”معهد البيانات المفتوحة”، واضعا نصب عينيه إعادة الويب إلى مبادئه الأساسية: الوصول المحايد للجميع.

وحظي لي بتقدير عالمي، حيث منح لقب فارس عام 2004، ووسام الاستحقاق من الملكة إليزابيث الثانية، إضافة إلى جائزة تورينغ عام 2016، والتي تعد بمثابة جائزة نوبل في الحوسبة.

وشدد بيرنرز-لي على أن إعادة بناء شبكة ويب تخدم البشر ما زالت ممكنة، مضيفا: “لا يزال هناك وقت لبناء آلات تعمل لصالح البشر، وليس العكس”.

شاركها.