كتب : محمود الهواري


10:17 م


02/12/2025

تمكنت مركبة الفضاء بيرسيفيرانس التابعة لوكالة ناسا من تأكيد وجود البرق على كوكب المريخ، والإجابة عمليا على سؤال فلسفي قديم: إذا حدث البرق على المريخ ولم يسمعه أحد، فهل يصدر صوتا؟.

وأظهرت تسجيلات حصل عليها المسبار حدوث 55 تفريغا كهربائيا خلال عامين من المراقبة، معظمها مرتبط بعواصف الغبار والدوامات الرملية، ما يؤكد أن الظروف على سطح المريخ كافية لتوليد الكهرباء في غلافه الجوي الرقيق والجاف.

ويعتقد العلماء أن البرق على المريخ ينشأ عندما تتحرك الجسيمات بفعل الرياح القوية وتحتك ببعضها لتوليد شحنات كهربائية تتراكم حتى يحدث التفريغ.

وعلى الرغم من أن الغلاف الجوي للمريخ يختلف عن الأرض بكونه أكثر جفافا وأقل كثافة، إلا أن الظاهرة تم تسجيلها بشكل واضح باستخدام ميكروفون SuperCam المثبت على المركبة، القادر على التقاط البيانات الصوتية والتداخلات الكهرومغناطيسية.

وتم تحليل 28 ساعة من التسجيلات الصوتية، حيث تم التعرف على سبعة أحداث تميزت بتوقيع صوتي كامل يشبه الرعد الصغير، ناتج عن تسخين الهواء المحيط بالتفريغ الكهربائي.

وللتأكد من صحة هذه التسجيلات، قام الباحثون بمحاكاة الظروف على الأرض باستخدام نسخة طبق الأصل من جهاز SuperCam، ما أكد طبيعة التفريغات الكهربائية المسجلة على المريخ.

وأشارت الدراسة إلى أن معظم الأحداث وقعت خلال أعلى 30% من سرعة الرياح التي سجلتها المركبة، وكانت مرتبطة بعواصف الغبار الشديدة، بينما بلغت قوة التفريغ الأكبر حوالي 40 ملي جول، مقارنة بمليار جول للصواعق الأرضية المتوسطة، ما يوضح الفارق الكبير في شدة البرق بين الكوكبين.

وتفتح هذه النتائج المجال لتطوير تقنيات استكشاف المريخ المستقبلية وحماية المعدات من التفريغات الكهربائية، بالإضافة إلى تحسين نماذج التفاعلات الكيميائية في الغلاف الجوي للكوكب، التي قد تكون مرتبطة بآليات محتملة لنشوء الحياة.

وقالت فريق الدراسة بقيادة عالم الكواكب بابتيست تشيد من جامعة تولوز في فرنسا: “تفتح هذه الدراسة آفاقا جديدة لفهم الظواهر الكهربائية على المريخ، وتساعد على تطوير نماذج جوية دقيقة لتفسير تأثيراتها المحتملة”.

ونشرت النتائج العلمية في مجلة Nature، في خطوة تعد أول دليل مباشر على البرق على الكوكب الأحمر، بعد أن كان مجرد افتراض مستند إلى النماذج النظرية والتشابهات مع كواكب أخرى مثل المشتري وزحل.

شاركها.