12:20 ص


الثلاثاء 26 أغسطس 2025

وكالات

تمكن علماء في الصين لأول مرة من زرع رئة من خنزير معدل وراثيا إلى إنسان متوفى دماغيا، في خطوة بحثية تهدف إلى دراسة كيفية تفاعل الجهاز المناعي البشري مع هذا النوع من الزرع، وفقا لمجلة Nature Medicine.

تُعد هذه التجربة الأولى من نوعها في مجال زراعة الرئة من نوع مختلف، بعد أن أُجريت تجارب سابقة في الولايات المتحدة على مرضى متوفين دماغيا شملت أعضاء أخرى من الخنازير مثل الكلى والقلوب، وتجربة سابقة في الصين شملت كبد خنزير.

وفتح هذا النوع من التجارب الطريق نحو إمكانية زرع أعضاء الخنازير في المرضى الأحياء، رغم محدودية الإجراءات الحالية.

وأُجريت العملية في غوانزو على رجل يبلغ من العمر 39 عاما، أعلن عن وفاته دماغيًا قبل العملية، بعد تأكيد أربعة تقييمات مستقلة للموت الدماغي وحصول الفريق الطبي على موافقة خطية من عائلته.

وصرح الدكتور جيانغ شي، الباحث المشارك والطبيب في قسم زراعة الأعضاء بالمستشفى الأول التابع لجامعة قوانغتشو الطبية، بأن التجربة تمثل “بداية قيمة لفريقنا”، مشددا على أن الهدف كان دراسة تفاعل الجهاز المناعي، وليس تطبيق التقنية سريريا على المرضى الأحياء حاليا.

وحافظت رئة الخنزير على وظيفتها لمدة تسعة أيام، رغم ظهور علامات الرفض بعد 24 ساعة فقط من الزرع. وأوضح الخبراء أن ظهور الالتهاب وتورم الرئة بعد ثلاثة أيام كان نتيجة استجابة الجهاز المناعي، مشيرين إلى أن التجارب المستقبلية قد تستفيد من تثبيط خلايا مناعية محددة أو جزيئات الإشارة التي تزيد الالتهاب.

وتم تعديل رئة الخنزير وراثيًا باستخدام تقنية كريسبر بواسطة شركة كلونورغان الصينية، حيث تم تعطيل ثلاثة جينات لإيقاف تفعيل البروتينات التي قد تثير استجابة مناعية، وإضافة ثلاثة جينات بشرية لتعزيز تقبل العضو للجسم البشري.

وأشار الدكتور آدم غريسمر، الباحث في جامعة نيويورك والذي لم يشارك في التجربة، إلى أهمية هذه الدراسات على الأشخاص المتوفين دماغيًا لأنها توفر رؤية دقيقة لما يحدث لدى البشر، مقارنة بالنماذج الحيوانية.

وأشار الدكتور ريتشارد بيرسون، جراح زراعة الصدر في مستشفى ماساتشوستس العام، إلى أن قدرة رئة الخنزير على دعم مريض حي ما تزال غير واضحة.

وخلص فريق البحث إلى أن هذه التجربة تقدم رؤى مهمة حول الحواجز المناعية والفسيولوجية والوراثية التي يجب التغلب عليها، وتُمهد الطريق لمزيد من الابتكارات في مجال زراعة أعضاء الخنازير في البشر.

شاركها.