مصراوي
اقترب العلماء من تحقيق طفرة كبيرة في مجال زراعة الأعضاء بعد نجاحهم في تحويل كلية من فصيلة دم A إلى فصيلة O وزراعتها لمريض في حالة موت دماغي، في إنجاز قد يمهد الطريق لتقليص قوائم الانتظار الطويلة للمرضى المحتاجين للأعضاء.
وعملت الكلية التي خضعت للتحويل عبر بروتوكول علاجي يعتمد على إنزيمات خاصة، بكفاءة لمدة يومين قبل أن تظهر عليها علامات الرفض المناعي.
ورغم ذلك، يرى الباحثون أن تطوير هذه التقنية قد يجعل من الممكن الحصول على “أعضاء عالمية” قابلة للزراعة في مختلف المرضى بغض النظر عن فصائل دمهم.
الدراسة التي نُشرت في مجلة “Nature Biomedical Engineering” يوم 3 أكتوبر، أوضحت أن الباحثين استخدموا إنزيمات لإزالة المستضدات المسببة للمناعة من كلية من النوع A، ما حولها فعليا إلى كلية من النوع O.
ويعد هذا التحويل مهما لأن فصيلة الدم O خالية من المستضدات، ما يجعلها قابلة للتوافق مع جميع الفصائل الأخرى.
أوضح ستيفن ويذرز، الأستاذ الفخري في الكيمياء الحيوية بجامعة كولومبيا البريطانية والمشارك في الدراسة، أن التقنية الجديدة “قد تطبق على أعضاء مختلفة مثل الرئتين والكبد، وهو ما يمنح الأمل في توسيع نطاق التوافق بين المتبرعين والمتلقين”.
أهمية التحويل
يعاني مرضى فصيلة الدم O– الذين يمثلون أكثر من نصف قوائم انتظار زراعة الأعضاء – من فترات انتظار أطول تتراوح بين سنتين وأربع سنوات مقارنة بمرضى الفصائل الأخرى، نظرا لمحدودية الأعضاء المتوافقة معهم. لذلك، يمثل نجاح تحويل الأعضاء إلى فصيلة O خطوة محورية قد تعيد رسم خريطة زراعة الأعضاء عالميا.
نتائج التجربة
في التجربة، زرعت الكلية المحولة في مريض ميت دماغيًا دون استخدام العلاجات المعتادة لتثبيط المناعة، وذلك بهدف اختبار مدى مقاومة العضو للرفض المبكر.
وقد عملت الكلية يومين بشكل طبيعي قبل أن يبدأ جهاز المناعة في إنتاج أجسام مضادة ضدها في اليوم الثالث.
ويؤكد الباحثون أن تطبيق بروتوكولات تثبيط المناعة المستخدمة عادة في عمليات الزرع الفعلية قد يطيل من فترة تقبّل الجسم لهذه الأعضاء المحوّلة.
رغم أن التجربة ما زالت في مراحلها الأولى، فإنها تمثل بارقة أمل لتقليل فجوة التبرع والطلب على الأعضاء. ويقول ويذرز: “لا يمكن الجزم بإمكانية تطبيق هذه التقنية عالميًا الآن، لكن المؤشرات الأولية واعدة للغاية”.