أظهرت صور الأقمار الصناعية لعام 2025 التباين الصارخ بين بركان بوآس القاحل وغابات كوستاريكا المحيطة به، حيث توفر بحيرة البركان شديدة الحموضة نموذجا مثاليا لدراسة قدرة الميكروبات على التحمل في بيئات قاسية، وهي بيئة شبيهة بما كان موجودًا على المريخ قبل مليارات السنين.

خصائص بركان بوآس والنشاط البركاني

ويقع بركان بوآس في منتزه بوآس الوطني للبراكين بمقاطعة ألاخويلا، ويبلغ ارتفاع قمته 2697 مترًا فوق سطح البحر.

وتشكل البركان قبل ما بين 1.5 و1.7 مليون سنة، ويعد من البراكين الطبقية النشطة، حيث شهد خلال المئتي عام الماضية عشرات الثورات الكبرى والعديد من الانفجارات الصغيرة التي تنفث بخارا ودخانا وغازات سامة مع سحابة رماد أحيانا.

وبدأ ثورانه الأخير في 5 يناير 2025، وبلغ ذروته في مايو حين أثرت انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت على جودة الهواء في سان خوسيه وألحق الرماد أضرارا ببعض المحاصيل، وفقا لمرصد الأرض التابع لناسا.

بحيرة لاجونا كالينتي وميكروبات متطرفة

وتحتوي الفوهة الرئيسية على بحيرة شديدة الحموضة تُعرف باسم لاجونا كالينتي، بمتوسط درجة حموضة يقارب الصفر، أي مشابه لحموضة البطارية.

هذا النظام البيئي لا يستضيف حيوانات أو نباتات، لكنه موطن لمجتمع ميكروبي مزدهر يهيمن عليه البكتيريا المتطرفة من جنس Acidiphilium، التي تتغذى على المعادن المذابة في المياه.

قالت عالمة البيئة الميكروبية راشيل هاريس من جامعة هارفارد: “قد يكون نظام بوآس معاديا لمعظم أشكال الحياة المعروفة، لكن للميكروبات المتكيفة مع الأحماض والحرارة والمعادن السامة، هو جنة حقيقية”.

أهمية الدراسة للمريخ

يهتم العلماء بهذا النظام البيئي لأنه يشبه الظروف التي قد تكون موجودة على المريخ منذ أكثر من 3 مليارات سنة.

وأجريت دراسة عام 2022 أظهرت أن التنوع البيولوجي المنخفض والمرونة العالية للميكروبات في لاجونا كالينتي يُقارب ما يمكن توقعه في البيئات المريخية.

تشبه منطقة بوآس هضبة “هوم بلايت” على المريخ التي مسحتها مركبة سبيريت عام 2009، والتي كان بها نظام حراري مائي حمضي مشابه لبحيرة لاجونا كالينتي.

ورغم بعض النتائج الواعدة التي توصلت إليها مركبة بيرسيفيرانس، لا يوجد دليل قاطع على أن المريخ دعم حياة فضائية في أي وقت.

شاركها.