عادت أوساط في حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في الساعات القليلة الماضية الى الإنطباع القائل بان حكومة بنيامين نتنياهو تتهرب في بعض التفاصيل من إستحقاقات متفق عليها بموجب مسودة المقترح المصري القطري الذي تم إرساله للجميع مؤخرا، الأمر الذي نقلته اوساط المقاومة للراعي الأمريكي والوسطاء بالرغم من حصول تقدم كبير وملموس في إمكانية التوصل لاتفاقية وصفقة لوقف إطلاق النار.
ووصف مصدر في حركة حماس ما إعتبره مبالغات الإعلام الاسرائيلي في الحديث عن قرب التوقيع نهائيا على صفقة بانه “ضخ جائر في المعلومات” لأغراض التشويش مع الاشارة الى ان الاسرائيلي يحاول التلاعب في بعض التفاصيل وبطريقة بدأ الوسطاء يكتشفونها.
وإستنادا الى تقارير إعلامية متعددة فالجانب الاسرائيلي لم يتقدم بالخطوة التي اتفق على التزامها بها والمتمثلة باعتماد خرائط لإنسحابه وتحديد المساحة التي طلب البقاء فيها عند الحدود للمراقبة الأمنية والتي وافقت عليها المقاومة في المرحلة الاولى.
الإحتلال الإسرائيلي وافق ايضا على عودة مواطني شمال غزة الى مناطقهم بدون تفتيش لكن الوفد الاسرائيلي عاد وطالب بتكليف طرف ثالث بتفتيش السيارات والشاحنات في محور نتساريم وهي خطوة إعتبرت في المجال الحيوي للمماطلة.
ووصف قيادي حمساوي ما يجري بانه محاولة لإغلاق ملف نحو 2% فقط من الخلافات والقضايا العالقة مما يعني تجاوز نحو 98% من القضايا التي كانت عالقة سابقا وسط عودة احساس المراقبين بان نتنياهو يحاول تفخيخ مفاوضات بسبب قضايا ثانوية.
والرهان الاسرائيلي على ان يتقدم الرئيس دونالد ترامب لاتهام حركة حماس وهو الأمر الذي يبدو وفد الحركة المفاوض منتبها له مع ان المسافة التي قطعت كبيرة وحركة حماس وضعت فصائل المقاومة بصورة التفاصيل وحظيت ترتيباتها التفاوضية بمباركة حركة الجهاد الاسلامي التي توجه وفد يمثلها الى الدوحة والقاهرة في الوقت الذي تبدأ فيه الترتيبات المصرية بخصوص هيئة الاسناد في المرحلة اللاحقة لإعلان وقف اطلاق النار.
كان يفترض ان يعلن الاتفاق الجديد بعد ظهر الثلاثاء والتأخير برأي المقاومة يتحمل مسؤوليته الجانب الاسرائيلي والنقاش على قضايا ثانوية حتى الآن والوفد الاسرائيلي لجأ الى بعض المسائل حصرا بعدما تمسكت حركة حماس بتسليم وثيقة تتضمن خرائط المناطق التي سينسحب منها الاسرائيليون.
ولا زالت الاتصالات متفاعلة بين كل الأطراف على أمل التمكن من إنتاج حالة تعيد التأسيس لوثيقة مبرمجة وتفصيلية وبعض الأجزاء من المفاوضات تطال لوجستيات الانسحاب والاستلام والتسليم من حيث كيفية ومكان وزمان تبادل تسليم الاسرى والرهائن.