كتب – محمود عبده :



02:00 ص


22/10/2025


رغم أن معادلة فقدان الوزن تبدو منطقية وبسيطة: “احرق سعرات أكثر مما تستهلك”، إلا أن الواقع يكشف أن تطبيق هذه القاعدة أصعب مما يبدو، حتى بالنسبة للملتزمين بممارسة الرياضة بانتظام.

وبحسب موقع Science Alert العلمي، فإن ممارسة التمارين الرياضية، ورغم أهميتها، قد لا تكون كافية وحدها لتحقيق خسارة ملحوظة في الوزن، وذلك بسبب مجموعة من العوامل الفسيولوجية والسلوكية التي تعيق التأثير المباشر للنشاط البدني على الميزان.

وتوضح الدراسات أن بعض الأشخاص قد يشعرون بزيادة في الشهية بعد التمارين، ما يؤدي إلى تعويض السعرات الحرارية التي تم حرقها، وأحيانا تجاوزها.

كما يميل الجسم – بشكل غير واع – إلى خفض مستوى النشاط البدني بقية اليوم للحفاظ على الطاقة، وهو ما يقلل إجمالي السعرات المحروقة.

علاوة على ذلك، يتكيف الجسم بمرور الوقت مع التمارين، ويصبح أكثر كفاءة في استخدامها، مما يؤدي إلى انخفاض في معدل حرق السعرات.

وتعرف هذه العملية بـ”التكيف الأيضي”، وهي من أبرز العقبات التي تواجه من يسعون إلى فقدان الوزن من خلال الرياضة فقط.

دور الرياضة في تثبيت الوزن وتحسين الصحة

ورغم محدودية أثرها في خفض الوزن الأولي، تشير دراسة شملت أكثر من 1100 مشارك إلى أن النشاط البدني يلعب دورا جوهريا في الحفاظ على الوزن بعد فقدانه، ويعزز من فرص عدم استعادته مستقبلا.

وتؤكد الأبحاث أن الرياضة تساهم في تحسين مستويات الكوليسترول، وضبط سكر الدم، وتقليل الالتهابات المزمنة، ما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.

وتبرز فعالية الرياضة بوضوح عند دمجها مع أدوية إنقاص الوزن، مثل “ساكسيندا”، إذ تظهر النتائج أن الدمج بين النشاط البدني والعلاج الدوائي يتفوق على الاعتماد على الدواء وحده.

كيف تمنع التمارين استعادة الوزن؟

من بين أهم مزايا التمارين أنها ترفع معدل الأيض حتى في أوقات الراحة، وهو ما يساعد على تعويض التراجع الطبيعي في حرق السعرات بعد فقدان الوزن.

كما تساهم تمارين المقاومة ورفع الأثقال في الحفاظ على الكتلة العضلية، التي تعد مفتاحا للحفاظ على نشاط الأيض.

وتحسن التمارين كذلك من “المرونة الأيضية” للجسم، أي قدرته على التحول السلس بين استخدام الدهون والكربوهيدرات كمصادر للطاقة، إلى جانب تعزيز حساسية الأنسولين وتقليل تخزين الدهون.

ولا يمكن إغفال الفوائد النفسية للرياضة؛ إذ تلعب دورا في تحسين جودة النوم، ورفع المزاج، وتقليل مستويات التوتر، وكلها عوامل تؤثر بشكل غير مباشر في التحكم بالوزن.

فمثلا، انخفاض هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر يساهم في تقليل تراكم الدهون، خصوصا في منطقة البطن.

شاركها.