09:00 م
الثلاثاء 19 أغسطس 2025
كتب – سيد متولي
الأرق ليس مجرد نتيجة للسهر أو العادات السيئة؛ بل غالبًا ما يكون علامة على مشكلة أعمق، إذا وجدت نفسك مستيقظًا رغم شعورك بالتعب، فقد يكون هناك سبب طبي، بدءًا من التوتر المزمن ومشكلات الصحة النفسية، وصولًا إلى اختلالات الهرمونات، والاضطرابات العصبية، وحتى مشاكل الجلد أو الجهاز الهضمي، يمكن للعديد من المشاكل الصحية أن تؤثر على قدرتك على النوم.
وفي بعض الحالات، قد تكون الأدوية أو حتى الانزعاجات البسيطة هي السبب، لذا فإن فهم هذه الأسباب الجذرية هو الخطوة الأولى نحو إيجاد الراحة واستعادة نوم صحي ومريح، بحسب موقع هيلث.
الأسباب الطبية للأرق: لماذا لا تنم بسهولة؟
جدول النوم غير المنتظم
يمكن أن يسهم اضطراب الساعة البيولوجية الطبيعية للجسم في صعوبات النوم، فالسفر المتكرر عبر المناطق الزمنية، أو العمل في نوبات ليلية، أو الالتزام بمواعيد نوم غير منتظمة، يربك الساعة البيولوجية للجسم، ما يصعب النوم في الأوقات المعتادة، لدى بعض الأفراد، قد تختلف دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية لديهم ببساطة عن المعايير المجتمعية، ما يؤدي إلى ما يعرف باضطراب طور النوم المتأخر.
اضطرابات الصحة العقلية
الأمراض النفسية من الأسباب الرئيسية للأرق، أكثر من نصف من يعانون من مشاكل نوم مستمرة يعانون من مشكلات صحية نفسية كامنة.
يرتبط الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب والوسواس القهري جميعها باضطرابات النوم، وغالبًا ما تكون صعوبة النوم من أولى علامات ظهور حالة صحية نفسية، ومعالجة كل من المرض النفسي ومشاكل النوم أمر أساسي لفعالية العلاج.
مشاكل التنفس
انقطاع النفس النومي، الذي يتميز بتوقفات متكررة في التنفس أثناء النوم، يعد سببًا رئيسيًا للاستيقاظ ليلًا، غالبًا ما يمر دون أن يلاحظه النائم، ولكنه يسبب إرهاقًا وخمولًا في اليوم التالي، كما يمكن لمشاكل تنفسية أخرى، مثل الربو أو حساسية الأنف، أن تؤثر على النوم وتصعب التنفس أثناء الليل.
الضغط والتوتر
يمكن أن يؤدي التوتر الحاد، كفقدان الوظيفة أو الحزن أو حدث مهم في الحياة، إلى قلة النوم لبضع ليال، وهو ما يعرف عادة بالأرق الحاد، ومع ذلك، عندما يصبح التوتر مزمنًا أو مرتبطًا باضطرابات القلق أو نوبات الهلع أو اضطراب ما بعد الصدمة، فقد يتطور إلى أرق مزمن، وغالبًا ما يتطلب هذا النوع طويل الأمد من اضطرابات النوم دعمًا طبيًا واستراتيجيات لإدارة التوتر.
الخرف
غالبًا ما يعاني مرضى الزهايمر أو غيره من أشكال الخرف من اضطرابات النوم المعروفة باسم “غروب الشمس”، مع اقتراب المساء، قد يزداد قلقهم وارتباكهم واضطرابهم، بل وربما عدوانيتهم، قد تؤدي هذه الأعراض إلى المشي جيئة وذهابًا أو تجوالًا ليلًا، ما يمنعهم من النوم العميق والمريح، يتطلب التعامل مع هذه الأعراض روتينًا مسائيًا هادئًا، وفي بعض الحالات، تدخلًا طبيًا.
الألم المزمن
قد تصعب حالات مثل التهاب المفاصل، والألم العضلي الليفي، وآلام الظهر، والسرطان، النوم أو الاستمرار فيه، وقد يزيد الحرمان من النوم من حساسية الألم.
تهيج الجلد
يمكن أن تسبب حالات الحكة الجلدية، مثل الأكزيما أو الصدفية، انزعاجًا شديدًا يصعب النوم، حتى مع النوم، قد يسبب الحك الاستيقاظ ليلًا، يمكن أن يحسن تحديد السبب الكامن وراء الحكة واستخدام الكريمات الموصوفة أو مضادات الهيستامين النوم بشكل ملحوظ.
مرض باركنسون
يؤثر مرض باركنسون على قدرة الدماغ على تنظيم الحركة، وغالبًا ما يؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر ليلًا، واضطراب حركة العين السريعة، وانقطاع النفس النومي، كما قد يزيد من التبول الليلي، وما يزيد من تفاقم المشكلة، أن الاكتئاب أو القلق المصاحب له قد يزيد من تفاقم النوم، مع أن بعض الأدوية قد تساعد، إلا أنها قد تسبب أيضًا ارتباكًا أو خمولًا لدى بعض المرضى، ما يتطلب تعديلًا دقيقًا.
سن اليأس
خلال فترة انقطاع الطمث، يسبب انخفاض مستويات البروجسترون والإستروجين اضطرابًا في تنظيم النوم، تعاني العديد من النساء من الهبات الساخنة، وهي ارتفاعات مفاجئة في الأدرينالين وحرارة الجسم، ما يسبب التعرق الليلي وانقطاع النوم، كما أن التغيرات الهرمونية، إلى جانب ضغوط منتصف العمر، قد تصعب الاسترخاء ليلًا.
متلازمة ما قبل الحيض واضطراب ما قبل الحيض
غالبًا ما تواجه النساء المصابات بمتلازمة ما قبل الحيض أو اضطراب ما قبل الحيض المزعج الأكثر شدةً، مشاكل في النوم خلال دورتهن الشهرية، يمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية على درجة حرارة الجسم وإنتاج الميلاتونين، كما أن الأعراض النفسية، مثل تقلبات المزاج والقلق، قد تعيق القدرة على الراحة.
اضطرابات الجهاز الهضمي
ترتبط مشاكل الجهاز الهضمي، مثل داء الارتجاع المعدي المريئي ومتلازمة القولون العصبي ،ارتفاع معدلات الأرق، قد تصعب حرقة المعدة أو الانتفاخ أو آلام البطن النوم أو توقظك في منتصف الليل.
الحمل
تُبلغ ما يصل إلى 78% من النساء الحوامل عن مشاكل في النوم، تساهم التغيرات الهرمونية، وزيادة التبول، والغثيان، وآلام الظهر، والقلق في ذلك.
الآثار الجانبية للأدوية
قد تؤثر العديد من الأدوية الموصوفة طبيًا أو التي تصرف دون وصفة طبية على النوم، وتشمل أدوية الحساسية، وارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب (وخاصةً مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مثل الفلوكسيتين)، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ومشاكل الغدة الدرقية، ومرض باركنسون، كما أن المنشطات، مثل السودوإيفيدرين في أدوية البرد، قد تبقيك مستيقظًا.